ينتشر الكثير من الصور ومقاطع الفيديو والأخبار المتعلقة بالكوارث الإنسانية والأحداث الساخنة، لاتساع مساحة المتابعة والاهتمام بها، وتكون هناك قابلية لدى المتلقي لتقبلها بدون تدقيق أو توثيق.
ويسمح ذلك بانتشار الأخبار المضللة بشكل أسرع بـ6 مرات من الأخبار الحقيقية، فينطبق عليها وصف “الانتشار كالنار في الهشيم”، وهو ما يضاعف قيمة الإعلانات عبر منصات تلك الأخبار المضللة، حيث تبلغ 2.6 مليار دولار كل عام.
ومن الأخبار الزائفة التي انتشرت عقب زلزال المغرب، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنّه لبرق أزرق ظهر في السماء قبل الزلزال، وعزا بعض الناشرين ذلك الوميض إلى سلاح تسبّب بحدوثه، لكن تبين أن المقطع غير حقيقي، وهو لون أزرق “فلتر” أو “غرافيكس”، ونشره حساب على تيك توك عام 2020.
كما نشر البعض مقطعا آخر لداعية أظهر ثباته خلال إلقائه محاضرة مع حدوث اضطراب، قيل إنه أثناء وقوع زلزال المغرب، لكن تبين أن المقطع من ولاية البليدة الجزائرية، ويعود لعام 2014.
وضمن الأخبار الزائفة، ما تداولته وسائل إعلام دولية ومحلية بعد ما غرد اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، متضامنا مع ضحايا الزلزال، من أنه فتح أبواب فندقه في مدينة مراكش للمتضررين من الزلزال.
لكن صحيفة ليبراسيون الفرنسية تواصلت مع إدارة الفندق التي قالت إن هذه معلومات خاطئة، وجميع نزلاء الفندق حجزوا بشكل طبيعي.
إعاقة أو جهل
ورصد برنامج شبكات في حلقته بتاريخ (2023/9/12) تفاعل مغردين مع الأمر، ومن ذلك ما كتبته لينا: “الأخبار المضللة والزائفة انتشرت بشكل كبير في محاولة ربما لإعاقة مسار الاستجابة للزلزال أو ربما جهل بخطورة هذه الأخبار، يرجى التحقق والتأكد قبل نشر أي معلومة”.
في حين يرى مصطفى في تعليقه أن “المرحلة حساسة جدا وأي خبر غير موثوق يمكن أن يؤثر على نفسية الناس أو يخلق مشكلة نحن في غنى عنها”.
أما حسن، فكتب: “صور مركبة وزائفة ومعلومات غلط وحديث عن دول أرسلت مساعدات وكلام عن إهمال من السلطات وكذب في عدد القتلى والجرحى.. كلها عناوين الصحافة الصفراء والصفحات المشبوهة، احذروا منها وتابعوا وسائل الإعلام الموثوقة والجهات الرسمية”.
وترى وسيمة أن “روح المسؤولية ليست فقط في التضامن والتعاطف”، وإنما كذلك “في التثبت وعدم الانجرار وراء الأخبار اللي كتجري غير مور الطوندونس نفهمو شوية باللي هاد الوقت خصنا كلنا نوعاو وردو بالكم”.
وللتحقق من الأخبار، يمكن الاستعانة بالعديد من الأدوات، أبسطها البحث عن تاريخ نشر الصورة أو مقطع الفيديو عبر محركات البحث المختلفة، لمعرفة إن كان أي منها حديثا أو قديما، كما يمكن استخدام البحث عن الصور من غوغل للتحقق من مصدرها وما إذا كان قد تم التغيير فيها.