مع مرور الأيام على الزلزال تتكشف بعض قصص ناجين من الموت، ومن ضمن تلك القصص واحدة تتعلق بعرس كان سببا في إنقاذ سكان قرية مغربية من الزلزال الذي دمر منازلهم المبنية من الحجر واللبنات الطينية في وقت كانوا يستمتعون فيه بأهازيج شعبية أمازيغية في فناء خارجي.
وتعود تفاصيل القصة إلى عرس أقيم لحظة زلزال المغرب، حيث كانت الفرحة والسعادة تعم أرجاء البيت احتفالا بزفاف تقليدي أقامته عائلة عروس قبل زِفافها بيوم وَفقا للعادات والتقاليد، لكن الحفل البهيج في قرية “إيغيل نتلغومت” أخذ منحى غير متوقع عندما ضرب الزلزال أرجاء المكان بقوة.
وفي لحظة واحدة، تبدل المشهد إلى فوضى وظلام وصراخ، إذ بدأ الناس ينادون على أفراد أسرهم وقد استبدلوا إضاءة الكهرَباء بأنوار الهواتف المحمولة. ومع انقشاع غبار الهَزة بدأت تتكشف معالم الكارثة، حيث أصيب طفل في الثامنة من العمر عندما سقطت صخرة على رأسه فأصابته بجروح.
وكانت الكارثة الإنسانية سببا في تحول القرية إلى أنقاض، وأصبح الكثير من سكانها بلا مأوى، ولكن لم تحدث وَفَيات، إلا دفن الزلزال متعلقات العروسين تحت الأنقاض وأصاب العريس بخوف شديد على عروسه وهو ينتظرها في قريته.
وفي تعليق للعريس محمد بوضاض عن أحداث الزلزال قال: “أردنا أن نحتفل. ثم وقع الزلزال. لم أكن أعرف ما إذا كان علي أن أقلق على قريتها أم على قريتي”.
وتحول حفل زفاف حبيبة أجدير بمزارع التفاح محمد بوضاض ما يشبه لوحة الحياة على حافَة الموت، إذ تسببت هذه المناسبة الاجتماعية في إنقاذ العديد من الأرواح، فالكثير من الناس قدموا من القرى المحيطة بإيغيل نتلغومت للاستمتاع باحتفال عائلة العروس لينجوا بذلك من مصير مجهول ربما كان ينتظرهم تحت الأنقاض لولا خروجهم للمشاركة في الاحتفال.
وكان المصير المروع الذي نجا منه سكان القرية واضحا للعيان على بعد بضعة كيلومترات أسفلَ الطريق الجبلي المتعرج المؤدي إلى مراكش حيث دمرت قرية تيكخت بالكامل تقريبا وقتل العشرات من سكانها، لكن رغم نجاة سكان إيغيل نتلغومت، لا يزالون بحاجة ماسة إلى المساعدة، وبات جميع الناجين في القرية عائلة كبيرة يتقاسمون إمداداتهم الضئيلة.