بعد كارثة سيول ليبيا، يتساءل البعض عن مراحل عمليات الإنقاذ بعد الفيضانات المدمرة؟ وكم تستمر كل منها زمنيا؟ وعلى ماذا تعتمد كل مرحلة منها.
المرحلة الأولى تكون بالبحث عن الناجين وإنقاذ العالقين والمحاصرين في المناطق الخطرة، ويجب أن تضم فرق الإنقاذ أفرادا مدربين ومجهزين بالمعدات اللازمة؛ مثل القوارب ومعدات الصوت والكلاب المدربة.
وكذلك تقديم الرعاية الطبية للمصابين وتأمين الاحتياجات الأساسية للمتضررين والمشردين من الفيضانات، لكن يجب الحذر خلالها من حدوث انزلاقات طينية أو انجرافات للتربة في المناطق التي اجتاحتها السيول.
وتستمر هذه المرحلة ما بين 3 أيام وأسبوع وربما أكثر؛ اعتمادا على حجم الفيضان ومساحة المناطق المتضررة، ومدى توفر الموارد البشرية والمعدات اللازمة لفرق البحث والإنقاذ وقدرتهم على التنقل من منطقة إلى أخرى.
أما المرحلة الثانية فتبدأ بالتركيز على انتشال جثامين الضحايا ودفنها، خاصة في ظل المخاطر الناجمة عن تحلل الجثث وتلويثها مصادر المياه؛ مما يزيد خطر انتشار الأمراض المعدية، مثل الكوليرا والتيفوئيد.
ويجب خلال هذه المرحلة البدء بمعالجة مظاهر التلوث البيئي الذي تحدثه الفيضانات على المناطق المتضررة، لا سيما التي تسببت في انهيار شبكات الصرف الصحي وانتشار المستنقعات وتجمعات المياه الملوثة والفضلات. والتأخر في مواجهة ذلك ينذر بحدوث كارثة طبية وانتشار الأوبئة.
وتعتمد مدة المرحلة الثانية على حجم الكارثة ونطاقها الجغرافي والإمكانات المتاحة لفرق الإغاثة والإنقاذ.
وتبدأ المرحلة الثالثة الخاصة بالتعافي من خلال العمل على تجهيز أماكن إقامة دائمة للعائلات المنكوبة، وإعادة تأهيل البنية التحتية من طرق وشبكات صرف صحي وكهرباء وإزالة الأنقاض ومخلفات الفيضان.
وتختتم هذه المرحلة بإعادة إنشاء السدود وتعزيز البنية التحتية المجاورة للأنهار والوديان، واتخاذ إجراءات وقائية لمواجهة أي كوارث مستقبلية أو التقليل من آثارها على الأقل.