انتهى أخيرا بحث الأهلي بطل مصر وإفريقيا عن مهاجم أجنبي، بالتعاقد في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين، مع الفرنسي أنتوني موديست، لاعب بوروسيا دورتموند الألماني السابق، رغم بلوغه 35 عاما.
ومنذ الموسم الماضي، سعى الأهلي لضم مهاجم طويل القامة، بناء على رغبة مدربه السويسري مارسيل كولر، الذي قال مرارا في مؤتمرات صحفية عديدة، إنه يريد التعاقد مع رأس حربة جديد.
لكن الفريق المصري فشل في تلبية رغبة مدربه على مدار فترتي انتقال، كادت أن تصل إلى الثالثة، لولا النجاح في صفقة بدت مستحيلة قبل عام واحد، وإن كان عمره الكبير تسبب في بعض التشكيك في نجاحه.
ويعتقد عبد الحميد حسن، مهاجم الأهلي السابق، الذي انضم للفريق وهو في منتصف الثلاثينيات مثل موديست، أن قدوم المهاجم الفرنسي من دوري كبير، سيساعده على النجاح في مصر بسبب «فارق المستوى».
وأبلغ حسن رويترز «لا مقارنة بين موقفي وموقفه. هو قادم من أعلى المستويات في مسابقات الدوري بأوروبا. لديه شخصية البطل وخبرة ونجاحات سابقة».
وأضاف: «السن؟ أرى أنه قادر على اللعب لموسمين أو ثلاثة مواسم».
وعندما رحل إرلينج هالاند من بوروسيا دورتموند إلى مانشستر سيتي، تعاقد الفريق الألماني مع سيباستيان آلير مهاجم ساحل العاج. وبعد فترة قليلة من ضم آلير من أياكس أمستردام، أعلن النادي إصابة لاعبه بسرطان الخصيتين ليغيب لفترة للتعافي.
ووجد دورتموند نفسه في مأزق، كان يجب الخروج منه في أسرع وقت ممكن، ولم يكن أمامه سوى موديست الذي وافق كولن على رحيله، رغم تألقه مع الفريق وتسجيله 23 هدفا بجميع المسابقات في 20212022.
وشارك موديست في 19 مباراة مع دورتموند، أحرز فيها هدفين فقط من رأسيتين وصنع هدفًا واحدًا، ما جعله يرحل عن النادي الألماني.
وكانت أفضل مباريات المهاجم الفرنسي أمام بايرن ميونيخ، عندما صنع هدف تقليص الفارق لزميله يوسف موكوكو، قبل إدراكه التعادل في الوقت المحتسب بدل الضائع.
ولعب المهاجم دائم الترحال في العديد من الأندية في مسيرته، لكن الأبرز كانت فترته الأولى مع كولن، عندما انتقل إليه من منافسه المحلي هوفنهايم في 2015.
وأحرز موديست 19 هدفا في موسمين مع هوفنهايم، وانتقل إلى كولن، ليمر بأفضل فترة في مسيرته حيث سجل 40 هدفًا في 64 مباراة.
وجذب موديست، أنظار تيانجين تيانهاي الصيني في 2017، وقدم أداءً مميزًا معه في البداية، إذ سجل سبعة أهداف وصنع ثلاثة أهداف في ثماني مباريات في الدوري المحلي.
لكن الموسم التالي لم يكن مثمرا حيث اكتفى بأربعة أهداف في 12 مباراة في الدوري ليعود على سبيل الإعارة إلى كولن.
ولم تكن فترته الثانية في كولن ناجحة ليرحل على سبيل الإعارة إلى سانت إيتيين الفرنسي. وفي عودته إلى كولن في موسم 2021 سجل 20 هدفا وصنع أربعة أهداف في 32 مباراة.
ومع استعادة دورتموند جهود آلير اكتفى مهاجم بلاكبيرن السابق بدور البديل قبل رحيله بنهاية الموسم الماضي.
وارتبط اسم الأهلي بالبرازيلي جوستافو سوزا مهاجم جيونبوك الكوري ورغم تواصله لاتفاق مع اللاعب بحسب وسائل إعلام، تراجع النادي عن قراره بترك اللاعب للفريق المصري.
وصمم كولر على البحث عن مهاجم يجيد ضربات الرأس في ظل أن مكمن الخطورة في الركلات الثابتة يقتصر تقريبا فقط على المدافع محمد عبد المنعم.
وبدا أن المدرب السويسري، الذي سبق له التدريب في الدوري الألماني، عثر على ضالته في موديست البالغ طوله 1.88 متر.
فمن 178 هدفا في مسيرته أحرز موديست 40 هدفا بضربات الرأس وهو ما يمثل نحو 22.5 بالمئة من مجموع أهدافه منها 12 مباراة انتهت بفوز الفرق التي لعب في صفوفها.
ويرى حسن أن إتقان موديست لضربات الرأس «سيوفر المزيد من الحلول الهجومية لكولر».
وسيكون موديست أول لاعب فرنسي يلعب في الأهلي وربما تكون إجادته للألمانية سببا لتأقلمه سريعا حيث سيجد لغة مشتركة للحديث مع المدرب السويسري كولر.
لكن حسن يؤمن أن اللغة لم تكن لتشكل عائقا من الأساس لأن «موديست سيلعب في مستوى أقل بكثير من الذي كان يُنافس فيه».
وتابع «الأهلي لا يمتلك مهاجما يسجل من أنصاف الفرص، لكن موديست قادم من دوري كبير، لذا فنجاحه مضمون بنسبة كبيرة».