هل زلزال المغرب مصطنع أم ظاهرة طبيعية؟ أثار هذا التساؤل حالة من الجدل خلال الساعات القليلة الماضية، خاصة بعدما ربط البعض الزلزال المدمر بمشروع هارب الأمريكي.. فما القصة؟
يذكر أن برنامج أبحاث الشفق القطبي النشط عالي التردد (هارب) هو مشروع بحث علمي أجرته القوات الجوية للولايات المتحدة من عام 1990 إلى عام 1995 وكان هدف المشروع هو دراسة الأيونوسفير وهي الطبقة العليا من الغلاف الجوي للأرض.
استخدم هارب سلسلة من الهوائيات لنقل موجات الراديو عالية التردد إلى طبقة الأيونوسفير، تسببت هذه الموجات الراديوية في تسخين الغلاف الأيوني مما أدى بدوره إلى تغيير خصائصه.
هل زلزال المغرب مصطنع؟
بالعودة إلى السؤال المتداول والمثير للجدل، فإن زلزال المغرب ظاهرة طبيعية نتج عن حركة الصفائح التكتونية تحت سطح الأرض، حيث تتحرك صفيحة شمال أفريقيا وصفيحة أوراسيا باتجاه بعضها البعض في هذه المنطقة وهذه الحركة يمكن أن تسبب الزلازل وكان مركز الزلزال في جبال الأطلس الكبير على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب مراكش.
لا يوجد دليل على أن زلزال المغرب كان مصطنعا، فمن الممكن حدوث الزلازل المستحثة وهي عملية التسبب في الزلازل بشكل مصطنع، ولكنها نادرة جدا وتتطلب شروطا محددة جدا وزلزال المغرب لم يحدث في ظل الظروف المناسبة للزلازل المستحثة.
الزلازل هي ظواهر طبيعية يمكن أن تحدث في أي مكان، ولا توجد طريقة لمنعها تماما ومع ذلك يمكننا اتخاذ خطوات للتخفيف من الأضرار الناجمة عن الزلازل من خلال بناء الهياكل المصممة لمقاومتها.
ما سبب ظهور الضوء الأزرق في زلزال المغرب؟
أما بالنسبة للضوء الأزرق الذي شوهد أثناء زلزال المغرب هو ظاهرة تعرف بإسم أضواء الزلزال وهي أحداث مضيئة عابرة تحدث في الغلاف الجوي بالقرب من مركز الزلزال ويمكن أن تتخذ مجموعة متنوعة من الأشكال والألوان بما في ذلك الأزرق والأحمر والأصفر والأبيض.
أما السبب الدقيق لأضواء الزلزال غير مفهوم تماما لكن العلماء يعتقدون أنه قد يكون بسبب الاحتكاك والتفريغ الكهربائي للصخور أثناء تحركها أثناء الزلزال.
تم رصد أضواء الزلزال بالارتباط مع الزلازل بجميع قوتها على مقياس ريختر لكنها أكثر شيوعا مع الزلازل الكبيرة وقد تم رصدها في أجزاء كثيرة من العالم بما في ذلك الصين وإيطاليا والمكسيك وتركيا.
هل مشروع هارب قادر على توليد زلازل؟
يعتقد بعض الناس أنه يمكن استخدام هارب لإنشاء زلازل اصطناعية كبيرة ومع ذلك لا يوجد دليل يدعم هذا الادعاء، بل في الواقع يتفق المجتمع العلمي على أن هارب غير قادر على خلق زلازل كبيرة فموجات الراديو التي يستخدمها هارب ليست قوية بما يكفي لإحداث ضغط كافٍ على القشرة الأرضية لإحداث زلزال.
من المحتمل أن فكرة إمكانية استخدام هارب لإنشاء الزلازل مبنية على سوء فهم لكيفية عمل الزلازل، حيث تحدث الزلازل بسبب الإطلاق المفاجئ للضغط الذي تراكم مع مرور الوقت في القشرة الأرضية.
يمكن أن يكون سبب هذا الضغط مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك تكتونية الصفائح والنشاط البركاني وسحب المياه الجوفية، وليس لدى هارب القدرة على توليد ما يكفي من الضغط لإحداث زلزال.
بالإضافة إلى ذلك، فإن موجات الراديو التي يستخدمها هارب ليست مركزة بدرجة كافية لاستهداف منطقة معينة وسوف تنتشر على مساحة واسعة، مما يجعل من الصعب إحداث زلزال في مكان معين.