تخاطر مدينة البندقية السياحية الشهيرة بالانضمام إلى قائمة اليونسكو “المهددة بالانقراض” مع استمرار السياحة الجماعية في اجتياح المدينة الإيطالية القديمة.
وقال ميشيل زوين، كبير مسؤولي الميزانية في البندقية، لوكالة أسوشيتد برس: “نحن نحاول تجنب ذلك. لكن الأمر ليس كما لو أننا عبيد لليونسكو”.
أصدرت اليونسكو تحذيرًا خلال الصيف من أن البندقية لم تفعل ما يكفي لحماية المواقع الثقافية مع ارتفاع السياحة بعد الإغلاق في جميع أنحاء أوروبا. أطلقت وسائل التواصل الاجتماعي على هذه الظاهرة اسم “السفر الانتقامي”، أي تعويض الأشخاص عن نقص الحرية الذي عانوا منه خلال القيود المحلية والوطنية خلال ذروة الوباء.
ولذلك ارتفعت السياحة بشكل كبير، ووصلت، أو حتى تجاوزت في بعض الأحيان، مستويات ما قبل الوباء. وذكرت يورونيوز أن النصف الأول من عام 2022 شهد زيادة بنسبة 250٪ تقريبًا في حجم الركاب مقارنة بعام 2021 عندما خففت قيود السفر لأول مرة، ولم يظهر عام 2023 أي تباطؤ.
بركان كيلاويا في هاواي ينفث نوافير الحمم البركانية بينما تضيء بحيرة من الصخور المنصهرة ليلاً، ويظهر الفيديو
كانت البندقية تعاني بالفعل من سياحتها الكبيرة قبل موجة ما بعد الإغلاق: يعيش حوالي 50 ألف شخص في وسط المدينة التاريخي، حيث تستقبل المدينة ملايين السياح كل عام، خاصة خلال الكرنفال في فبراير.
انضمت المدينة إلى قائمة التراث العالمي في عام 1987، ولكن الفشل في الحفاظ على جودة المواقع التاريخية قد يؤدي إلى نقلها إلى القائمة “المهددة بالانقراض” وفقدان مكانتها في التراث العالمي في نهاية المطاف. وأفادت وكالة AFAR أن اليونسكو هددت سابقًا بخفض تصنيف البندقية في عام 2021، لكن المدينة منعت السفن السياحية من السفر عبرها، وهو ما يبدو أنه يرضي لجنة التراث العالمي.
دليل السفر إلى إسبانيا: قم بزيارة أي من هذه المواقع في الدولة الأيبيرية
وشدد مسؤولو اليونسكو على أن خفض التصنيف ليس المقصود منه أن يكون عقابيًا، بل تنبيه المجتمع الدولي إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لمعالجة القضايا التي يعاني منها أحد مواقع التراث العالمي.
وتشير البيانات الرسمية للمدينة الآن إلى أن عدد الأسرة السياحية في المدينة يفوق عدد السكان.
مشكلة ميكانيكية في طائرة دلتا أجبرتها على تحويل مسارها إلى جزيرة أتلانتيك، وانتظر الركاب 12 ساعة للطائرة الجديدة
وذكرت صحيفة التلغراف أن المدينة ستحاول مكافحة الزيادة من خلال فرض رسوم دخول قدرها 5 يورو (5.40 دولار) على جميع “المسافرين النهاريين” في 30 يومًا ذات حركة مرور عالية لم يتم تحديدها بعد، وستدخل حيز التنفيذ في ربيع عام 2024.
يشعر بعض النقاد بالقلق من أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تحويل المدينة إلى “ديزني”، مما يخلق إحساسًا بوجود “منتزه ثقافي ترفيهي”، حيث أن الرسوم ليست كافية لردع معظم الناس، ولكن الفشل في تقديم إثبات الدخول عند استجوابهم قد يؤدي إلى رسوم باهظة.
لا تشير التوصية بتخفيض تصنيف مدينة البندقية إلى إدارة السياحة الجماعية فحسب، بل تشير أيضًا إلى تأثير تغير المناخ. وتشير، على سبيل المثال، إلى أن الحواجز تحت الماء لحماية البندقية لم تعمل بكامل طاقتها بعد.
وستنظر اليونسكو أيضًا في إدراج خمسة مواقع أخرى على أنها “مهددة بالانقراض”، بما في ذلك كاتدرائية القديسة صوفيا في العاصمة الأوكرانية كييف؛ المركز التاريخي لمدينة لفيف، في غرب أوكرانيا؛ مدينة نيسبار القديمة في بلغاريا؛ وقلعة ديار بكر في تركيا؛ وبراكين كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا.
ساهمت وكالة أسوشيتد برس في إعداد هذا التقرير.