أكد وزير الصحة في الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي في بنغازي، عثمان عبدالجليل، دفن 3252 من ضحايا كارثة درنة حتى الآن،
ولازالت جهود الفرق في انتشال الجثث والدفن مستمرة، وذلك في أعقاب الفيضانات الناتجة عن إعصار دانيال الذي أصاب منطقة واسعة في شرق ليبيا، وبالأخص مدينة درنة.
فيضانات ليبيا
وقال عبدالجليل، خلال مؤتمر صحفي، مساء السبت، إن “حصيلة الأرقام المسجلة بدأت في الازدياد والتصاعد نظرا لتواصل انتشال الجثث من قبل فرق الانقاذ”. مشيرا إلى أن فرق الانقاذ انتشلت 86 جثة من مدينة درنة طيلة يوم السبت.
ووفقا لعبد الجليل فقد تلجأ الحكومة إلى عزل المناطق الأكثر ضررا في درنة، تحوطا من انتشار الأمراض.
وأكد أن فرق الإنقاذ بجميع الفئات تعمل في ظل ظروف صعبة جدا في مرحلة تمثل خطرا على صحتهم، وأضاف “سنشرع يوم غد في التطعيمات لثلاث فئات، وهم العاملون في انتشال الجثث والأطقم الطبية والأطفال،
وسنشرع أيضا في عمليات تحليل للمياه”، مجددا الدعوة للابتعاد عن أي مصادر للمياه الجوفية.
الخدمات الصحية في درنة
وطمأن الوزير أهالي درنة بأن الخدمات الصحية وصلت إلى مرحلة من الاستقرار، كما وصفها، مؤكدا تمكنهم من إرساء منشآت صحية جديدة على الضفتين الشرقية والغربية لدرنة لتقديم الرعاية الصحية الكاملة بما فيها النساء والولادة.
من جهة أخرى، كشف رئيس الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة، وزير الحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية، بدر الدين التومي، عن العدد الإجمالي للمباني المتضررة من فيضان درنة.
وأفاد التومي في تصريحات صحفية أن عدد المباني المتضررة بشكل كامل بلغ 891، أما المتضررة بنسب مختلفة فقد بلغت 1500، من أصل 6142 بناية وسط درنة.
وأكد التومي إعلان حالة الطوارئ لمدة سنة كاملة في المناطق المنكوبة، من قبل المركز الوطني لمكافحة الأمراض، موضحا أن هذا الإجراء جاء “تحسبا لتفشي الأمراض ومنعها”، وخاصة فيما يتعلق بالمياه.
شرب المياه الملوثة
وكان رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض، حيدر السائح قد أعلن يوم السبت عن ارتفاع حالات الإسهال الناتجة عن شرب المياه الملوثة في المنطقة من 55 يوم الجمعة إلى 150 يوم السبت.
وأكد السائح في تسجيل متلفز من داخل درنة أن مصدر التلوث هو مياه الشرب في المنطقة والتي أثبتت التحاليل تلوثها، وفق قوله.
وجدد التحذير من شربها، مبديا خشيته منها على النازحين في المدينة. وحول التخوف من الجثث التي لا تزال عالقة تحت أنقاض المدينة، أكد السائح أن الجثث غير ناقلة للمرض طالما لا تحمل المرض، وطالما تم الحفاظ على ارتداء البدل الوقائية والكمامات والقفازات.
ونوه إلى عدم وجود أمراض معدية في ليبيا قد يخشى منها، مثل الملاريا والإيبولا. وأوضح مدير مركز الأمراض أن الحل الآن في تقسيم درنة إلى ثلاث مناطق حسب مستوى الضرر.
تداعيات كارثة فيضانات ليبيا
وشدد السائح على ضرورة منع المواطنين من دخول المنطقة الأكثر ضررا، باستثناء فرق الإنقاذ والصحة والخدمات، أما المنطقة الثانية “الهشة” وهي التي غمرتها المياه لكن أبنيتها لم تقع، فنصح السائح بمغادرة سكانها باستثناء أرباب الأسر، شريطة عدم استخدام مصادر المياه، وهو نفس التحذير الموجه للمنطقة الآمنة في درنة، والتي يسمح فيها الآن بإقامة السكان والنازحين.
ونفى السائح وجود أي تطعيمات ستعطى لفرق الإنقاذ، مؤكدا في ذات الوقت عدم تضرر مراكز التطعيم في المدينة، واستعدادها لمباشرة إعطاء تطعيمات الأطفال الروتينية ابتداء من الأحد المقبل.
وقال السائح: “الوضع لن ينته في أسبوع أو شهر لهذا أعلنا حالة الطوارئ لمدة سنة على الأقل في المناطق المتضررة، تخوفا من تكرر تجارب بعض الدول التي تفشت فيها أمراض لاحقة، لهذا ننصح الناس بالمغادرة صوب المناطق الآمنة، وسيسخر المركز فرق الرصد النشط لمدة سنة في المنطقة، وفي حال لاحظنا تفشي أي أمراض سنغلق المدينة”.