يبدأ الملك البريطاني تشارلز الثالث -الأربعاء المقبل- زيارة دولة إلى فرنسا تستمر 3 أيام، وذلك بعد 6 أشهر من اضطراره لإرجاء زيارته الرسمية الأولى إلى الخارج بوصفه ملكًا، بسبب احتجاجات على إصلاح نظام التقاعد كانت تهز فرنسا.
ولم تطرأ تعديلات كثيرة على البرنامج الأساسي لزيارة الملك وزوجته كاميلا، إذ ستتخللها لقاءات مع ناشطين في المجتمع المدني الفرنسي ومراسم احتفالية رمزية.
ومن المنتظر أن يلقي الملك تشارلز كلمة أمام أعضاء مجلس الشيوخ، وسيبحث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قضايا ثنائية إضافة إلى عقد لقاء مع جمعيات محلية وشخصيات رياضية في ضاحية سان دوني الباريسية.
واعتبرت باريس ولندن أن هذه الزيارة ترمز إلى إحياء العلاقات القديمة بين البلدين، في وقت يحاول فيه القادة تهدئة التوترات التي خلّفها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
علاقات متوترة
وشهدت العلاقات الثنائية توترات منذ ذلك الحين، إذ هاجم رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون السياسة الفرنسية حيال الصيد والقواعد التجارية على واردات اللحوم، وازداد الأمر سوءا خلال الفترة الوجيزة التي تولت فيها ليز تراس رئاسة الحكومة البريطانية، إذ رفضت لفترة القول إذا ما كان ماكرون “صديقًا أو عدوًا” للمملكة المتحدة.
وبعد عام من اعتلاء تشارلز الثالث العرش وتركيزه بشكل أساسي على تجسيد استقرار النظام الملكي واستمراريته، بدلًا من البدء بإصلاحات جذرية، تندرج هذه الزيارة في إطار “النهج التقليدي للدبلوماسية الملكية” التي اعتادها الفرنسيون في الماضي.
وسبق أن التقى تشارلز وماكرون خصوصا خلال مراسم تتويج الملك في السادس من مايو/أيار الماضي، ويسود “الدفء” علاقتهما، حسبما تفيد مصادر مقربة من الجانبين.