في النصف الأول من عام 2023، ارتفع الدين العالمي بمقدار 10 تريليونات دولار، مما أعاد إثارة المخاوف بشأن تأثيره على الاقتصاد العالمي واحتمال حدوث أزمة مالية، وفقًا للبيانات الصادرة عن معهد التمويل الدولي (IIF) يوم الثلاثاء.
وكشف التقرير أن إجمالي الدين ارتفع إلى مستوى غير مسبوق قدره 307 تريليون دولار، مسجلا ارتفاعا قدره 100 تريليون دولار على مدى العقد الماضي.
هيمنة الأسواق الناضجة في زيادة الديون العالمية
وكانت دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وفرنسا مسؤولة بشكل رئيسي عن ارتفاع الديون خلال النصف الأول من العام، حيث ساهمت بأكثر من 80٪ من الزيادة.
ومن ناحية أخرى، سجلت الدول النامية مثل الصين والهند والبرازيل أكبر الارتفاعات في الديون داخل الأسواق الناشئة.
وأعرب معهد التمويل الدولي عن قلقه إزاء ارتفاع مستويات الديون الحكومية المحلية في العديد من البلدان النامية، مشيراً إلى أن الأنظمة المالية العالمية الحالية ليست مجهزة تجهيزاً جيداً للتعامل مع هذا الوضع.
وأشار التقرير إلى أن النهج القائم على السوق يمكن أن يساعد في إدارة المستويات غير المستدامة من الدين المحلي ويمكن أن يساعد في تخصيص الموارد لتمويل التنمية والمناخ.
الاقتصاد الأمريكي والمخاوف من الأزمة المالية وسط ارتفاع الديون
كما أبرز تقرير معهد التمويل الدولي أن نسبة الدين العالمي إلى الناتج المحلي الإجمالي ارتفعت من 334% في نهاية العام الماضي إلى 336%، ومن المتوقع أن تصل إلى 337% بحلول نهاية عام 2023. وترجع هذه الزيادات في المقام الأول إلى العجز الكبير في الميزانية الحكومية. . لكن هذا المستوى لا يزال أقل من الذروة البالغة 362% التي تم الوصول إليها في الربع الأول من عام 2021.
وأرجع إمري تفتيك، مدير معهد التمويل الدولي، الانخفاض القصير في نسبة الدين العالمي خلال العامين الماضيين إلى الزيادة المفاجئة في التضخم، مما سمح للعديد من البلدان والشركات بتخفيض ديونها مقارنة بعملاتها المحلية.
وفي تطور إيجابي إلى حد ما، أشار التقرير إلى أن ديون الأسر في الأسواق الناضجة انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ عقدين خلال النصف الأول من عام 2023. ويشير التقرير إلى أنه إذا استمر التضخم في هذه الأسواق، فإن الوضع المالي المستقر للأسر، خاصة في الولايات المتحدة، يمكن أن يكون بمثابة حاجز ضد زيادات أسعار الفائدة في المستقبل.
استراتيجية سعر الفائدة للاحتياطي الفيدرالي
اختار بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي رفع أسعار الفائدة بأكثر من خمس نقاط مئوية في الأشهر الـ 18 الماضية، عدم رفع أسعار الفائدة في اجتماعه في سبتمبر، لكنه ألمح إلى زيادة محتملة أخرى في أسعار الفائدة قبل نهاية العام.
صرحت ألكسندرا ويلسون إليزوندو، نائبة كبير مسؤولي الاستثمار لاستراتيجيات الأصول المتعددة في جولدمان ساكس لإدارة الأصول، أن الموقف الأخير للاحتياطي الفيدرالي كان أكثر حذرًا مما كان متوقعًا. وأشارت إلى أن التحدي الرئيسي الذي يواجه البنك المركزي هو الحفاظ على مصداقيته في مكافحة التضخم.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر ويلسون إليزوندو أن الزيادات الأخيرة في أسعار الطاقة والمؤشرات الاقتصادية الإيجابية من المحتمل أن تؤثر على توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وأشارت إلى أنه على الرغم من عدم وجود عامل واحد يمكن أن يؤثر بشكل كبير على السوق، فإن مجموعة من الأحداث مثل الإضرابات العمالية، والإغلاق الحكومي، واستئناف مدفوعات القروض الطلابية يمكن أن تؤدي إلى بعض التقلبات في البيانات الاقتصادية.
باختصار، يواجه الاقتصاد العالمي حالة من عدم اليقين المتزايد مع وصول الديون العالمية إلى مستويات قياسية. وفي حين أن الأسواق الناضجة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وفرنسا لا تزال المساهمين الرئيسيين في هذا الدين، فإن الاقتصادات النامية تشهد أيضا زيادات تثير القلق بين الخبراء الماليين.
ويستدعي الوضع مراقبة وثيقة لفهم آثاره الطويلة الأجل على المستويين العالمي والمحلي.