قال ملك بريطانيا تشارلز الثالث إن بلاده حريصة على إعادة تقوية صداقتها مع فرنسا بعد سنوات من الاضطرابات الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، جاء ذلك خلال مأدبة رسمية أقامها على شرفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر فرساي بباريس أمس الأربعاء.
ورحب الملك -أيضا- بالقمة الفرنسية-البريطانية التي عقدت في مارس/آذار الماضي، في قصر الإليزيه بين ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، معدا أن هذه القمة، الأولى بين البلدين منذ 5 سنوات، أسهمت في “تجديد الوفاق الودّي” بين لندن وباريس بعد التوترات التي نجمت عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
من جهته، شكر الرئيس الفرنسي الملك البريطاني على زيارته باريس بعد أشهر قليلة من توليه العرش، معدا أن هذه الزيارة هي “علامة صداقة وثقة”، و”تحية لماضينا”، و”ضمانة للمستقبل”.
وأضاف ماكرون “على الرغم من بريكست، ولأن ما يربطنا ضارب في القدم، فأنا أعلم أننا سنواصل كتابة جزء من مستقبل قارتنا معا، لمواجهة التحديات وخدمة القضايا المشتركة بيننا”.
ذكرى الملكة
كما أحيا تشارلز وماكرون ذكرى الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، التي أقيمت على شرفها مأدبة مماثلة في هذا القصر نفسه في 1957، وكانت تكن “أعظم مودة لفرنسا”، على حد قول نجلها.
وتشمل المأدبة دعوة أكثر من 150 ضيفا منهم؛ الممثل البريطاني هيو جرانت، ونجم الروك ميك جاجر ومدرب أرسنال السابق لكرة القدم أرسين فينجر، ونجم كرة القدم الفرنسي ديدييه دروجبا، بالإضافة إلى الملياردير الفرنسي برنار أرنو.
وكان الملك تشارلز وصل إلى فرنسا أمس الأربعاء في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، واستقبلت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن الملك وزوجته كاميلا في باريس، قبل التوجه إلى مراسم عند قوس النصر، لتأبين جنود فرنسيين وبريطانيين قتلوا في الحرب العالمية الثانية.
وسيزور تشارلز وكاميلا وماكرون وزوجته بريجيت -اليوم الخميس- كاتدرائية نوتردام لمشاهدة أعمال الترميم، في أعقاب حريق مهول اندلع في 2019 وأدى إلى تدمير سقفها، ثم سيتوجه الملك تشارلز وزوجته كاميلا إلى مدينة بوردو في جنوب غرب فرنسا غدا الجمعة.
الجدير بالذكر أن الزيارة الملكية التي كانت مقررة في آذار/مارس الماضي، قد أُرجئت في آخر لحظة بسبب المظاهرات العنيفة التي كانت تشهدها فرنسا احتجاجا على إصلاح النظام التقاعدي. وكان يفترض أن يزور تشارلز -آنذاك- زيارته الرسمية الأولى إلى فرنسا بصفته ملكا، وزار في النهاية العاصمة الألمانية برلين.