امتدح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دور قطر في صفقة تبادل السجناء مع الولايات المتحدة، ووصفه بالبنّاء، مشددا على أن شرط تحسين العلاقات مع واشنطن هو أن يبدي الأميركيون استعدادهم للوفاء بالتزاماتهم وتخفيف العقوبات.
وذكر رئيسي -ردا على سؤال لمراسل الجزيرة بشأن إمكانية أن تسهم الخطوة في تخفيف التوتر مع واشنطن- أن مساعي قطر وسلطنة عمان في هذا الصدد يمكن أن تكون فعالة في التوصل إلى نتيجة.
وأوضح الرئيس الإيراني -خلال مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة- أن “الإجراء الذي حدث فيما يتعلق بتبادل الأسرى كان مجهودا إنسانيا بحتا، وتخفيفا للقيود القمعية المفروضة على الحسابات التي تحتوي على أموال إيرانية في كوريا. وكان ينبغي أن يحدث هذا في وقت أبكر بكثير”.
وتابع “أعلنا لأصدقائنا القطريين وفي خطابنا بالجمعية العامة للأمم المتحدة أن الشرط (لتحسين العلاقات مع واشنطن) هو أن يبدي الأميركيون استعدادهم للوفاء بالتزاماتهم”.
وأضاف أنه “يمكن البدء بهذا المسار باتخاذ الخطوة الأولى المتمثلة في تخفيف العقوبات”.
وفيما يتعلق بالملف النووي، أكد الرئيس الإيراني أنه لا مشكلة في تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمواقع بلاده النووية، مشددا على أن قرار بلاده استبعاد عدد من مفتشي الوكالة المعينين للعمل في البلاد جاء ردا على تصريحات غير منصفة من قبل أعضاء غربيين في الوكالة، على حد تعبيره.
في غضون ذلك، التقى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت الخارجية القطرية إن عبد اللهيان أعرب عن شكره لدور دولة قطر في تسهيل التوصل للاتفاق بشأن تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إن الجانبين ناقشا قضايا ثنائية وبعض المواضيع ذات الاهتمام الإقليمي والدولي.
محادثات جديدة
وفي وقت سابق، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين مطلعين أن قطر عقدت اجتماعات ثنائية منفصلة مع الولايات المتحدة وإيران هذا الأسبوع، تطرقت إلى البرنامج النووي الإيراني والمخاوف الأميركية من نقل طائرات إيرانية مسيّرة إلى روسيا.
وقال أحد المصدرين -طالبا عدم الكشف عن هويته- إن الاجتماعات عقدت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين في نيويورك على هامش الأعمال السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال المصدر الثاني -وهو دبلوماسي مطلع من الشرق الأوسط- إنه سيتم إجراء محادثات ثنائية إضافية هذا الأسبوع، من دون أن يخوض في تفاصيل.
ووصف الدبلوماسي الاجتماعات التي عُقدت في نيويورك بأنها تهدف إلى تمهيد الطريق لمناقشات غير مباشرة في المستقبل لتحقيق “تفاهم” بشأن القضية النووية.
وسبق أن نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة قولها إن قطر تضغط على الجانبين للانخراط في مزيد من المحادثات والتوصل إلى “تفاهمات”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن عبرا عن تقدير الولايات المتحدة العميق للدور الذي لعبته قطر خلال العامين الماضيين بالتوسط في الاتفاق مع طهران لإبرام صفقة تبادل سجناء تمت مطلع هذا الأسبوع بوساطة قطرية.