لم تعد حياة سكان المناطق -التي ضربها الزلزال في إقليم الحوز المغربي- كما كانت قبله، بعد أن فقدوا بيوتهم وأصبحوا يسكنون الخلاء ويبحثون عن مياه الشرب ويعتمدون على الحطب بدلا من الوقود.
وبينما تواصل السلطات وأهالي المناطق الأخرى وجمعيات المجتمع المدني إمداد هؤلاء السكان بالمساعدات الأساسية، فإن هؤلاء المنكوبين يفتقدون لكل الخدمات تقريبا.
وقد فرض الدمار الهائل الذي خلفه الزلزال تغييرات جذرية على حياة الناس وعاداتهم، وأجبر بعضهم على التفرق مضطرين بعدما قررت الحكومة نقل المرضى والطلاب إلى المدن.
وبعد الزلزال، حرم سكان المنطقة من المياه والكهرباء، واستبدلت بيوتهم بالخيام، وأكثر ما يخشونه أن يحل الشتاء وهم على هذه الحال.
عفاف واحدة من سكان قرية تلات نيعقوب، تقول للجزيرة إنها قطعت بضعة كيلومترات مشيا على الأقدام من أجل شحن هاتفها المحمول، بعدما علمتها الكارثة القيام بأمور لم تعهدها.
ورغم أنها تمكنت من استخراج بعض مقتنيات بيتها المدمر، فإن ما تبقى من ذويها يجمعون الحطب لإشعال النار، ويستعدون لما هو أسوأ، كما تقول.
وما تزال الطريق الموصلة إلى القرية تعاني انهيارات صخرية، ولم تعد الخدمات الأساسية للعمل، ومع ذلك يرفض غالبية السكان الخروج من قراهم التي عاشوا فيها طيلة حياتهم والانتقال إلى أماكن أخرى أفضل حالا.