تقدم كامل للزواج من فتاة حسناء تدعى منة، وسط ترحاب من الأهل بهذا الزواج على حد وصفهم «الكامل من مجاميعه»، لا ينقصه شىء، ورغم كبر سنه في نهاية الثلاثينيات من عمره إلا أنه أقنعهم أن سبب تأخره في الزواج هو أنه كان يُجهز نفسه لهذه الخطوة بالاستعداد ماديا ونفسيا لها، وحتى يكون جدير بمن يتقدم لخطبتها.
سعدت منة بهذا الخطيب المتقدم لها، ليس لماله أو جاهزيته ولكن لاستطاعته بكل الطرق أن يميل قلبها ناحيته خاصة وأنها كانت ترفض دائمًا المتقدمين لها من أصدقائها وزملاء العمل السابق الذي كانت تعمل به، ولشعورها بقدرته على فهم طبيعتها بسرعة والتجاوب معها بتلقائية وكأنه خبير في التعامل معها وكأنه يعرف تفاصيل حياتها وشخصيتها.
وأثناء كتب الكتاب في عقد القرآن طلب المأذون من العريس بطاقته الشخصية ليدون بياناته وكانت الحالة الاجتماعية في بطاقة الرقم القومي أعزب ليشدد المأذون على العريس أن يراعي تغيير الحالة الاجتماعية بعد الانتهاء من مراسم الزواج من أعزب إلى متزوج حتى لا يتم تغريمه في حالة تأخره، فضحك الجميع واستكملوا مراسم عقد القرآن استعدادًأ لحفل الزفاف.
وأثناء تجهيز العروسة شقتها التي اختارت فرشها وأثاثها وديكوراتها بعناية وأثناء استكمال اللمسات الأخيرة في الشقة دخل جرس باب الشقة فإذا بمحضر محكمة يطلب منها أن تُسلم لكامل هذه الدعوى وطلب منها أن توقع بالاستلام، وقعت بالاستلام وعلامات الدهشة والحيرة تعتلي وجهها فانصرف المُحضر وبدأت في قراءة الدعوى فإذا بها دعوى نفقة صغار مرفوعة من زوجته السابقة.
انهارت منة بالدموع مطالبة زوجها بالذهاب إلى الشقة فورًا حتى تتعرف على ما جاء بتلك الدعوى، أتى كامل مسرعًا ورد عليها عندما واجهته بالدعوى بأنها ليس لها الحق في معرفة ما سبق عن حياته وأن ما يهمها مستقبلهما سويًا ليوضح لها أن معرفتها من الواجب ألا تغير في الواقع شيء، وطلب منها أن تُسرع في استكمال حفل الزفاف، ولكنها طالبته أن يُطلقها فرفض وبدأ في ملاحقاتها وإهانتها مطالبًا بحقوقه الشرعية باعتباره كتب كتابه عليها فلجأت الزوجة مع إيقاف التنفيذ إلى محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة.
وقفت الزوجة أمام محكمة الأسرة تشكو حالتها وتطالب المحكمة بتطليقها من زوجها الذي لم تدخل به بعد، لاتهامه بالغش والتدليس وإخفاء زواجه السابق وطلاقه منها، فقررت محكمة الأسرة تأجيل القضية للأسبوع الثالث من شهر أكتوبر المقبل.