دعا بابا الفاتيكان فرانشيسكو -اليوم السبت- الحكومات الأوروبية لبذل مزيد من الجهود لرعاية المهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط، وذلك في اليوم الثاني من زيارته إلى مرسيليا والمخصصة للبحر الأبيض المتوسط وتحدّي الهجرة.
وقال البابا -في ختام اجتماع للأساقفة والشباب من جميع أنحاء منطقة البحر المتوسط- إن المهاجرين “يخاطرون بحياتهم في البحر.. لا يغزون بل يبحثون عن الترحيب”.
وأضاف أن الهجرة “واقع في هذا الزمن، وهي عملية تشمل 3 قارات حول البحر المتوسط، وتجب إدارتها ببصيرة حكيمة تتضمن استجابة أوروبية”.
وكان البابا قد شدد -أمس الجمعة- على أن من واجب الحكومات الأوروبية أن تنقذ طالبي اللجوء الذين يفرّون بحرا هربا من النزاعات، محذّرا من “شلل الخوف”، وذلك في معرض تطرّقه إلى العداء المتزايد تجاه المهاجرين داخل أوروبا.
وبعدما شارك في صلاة مع كهنة الكاتدرائية، اجتمع البابا مع مسؤولين دينيين مسيحيين ومسلمين ويهود أمام نصب البحارة والمهاجرين الذين فقدوا في البحر، مجددا دعوته لاستقبال اللاجئين.
وقال البابا الذي طالما ندد منذ انتخابه بترك المهاجرين يواجهون مصيرهم “لا يمكننا أن نبقى شهودا على مآسي الغرق بسبب عمليات الاتجار الكريهة وتعصّب اللامبالاة”.
وأضاف “علينا أن ننقذ الأشخاص الذي يتعرّضون لخطر الغرق عندما يتركونهم فوق الأمواج، إنه واجب إنساني، إنه واجب الحضارة”، مؤكدا أن “علينا نحن المؤمنين أن نكون مثالا في الاستقبال المتبادل والأخوي”، منددا مرة جديدة بتحوّل البحر المتوسط إلى “مقبرة هائلة” دفنت فيها “الكرامة الإنسانية”.
وتأتي زيارة البابا بعد أيام قليلة على وصول آلاف الأشخاص إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى تبنّي خطّة طوارئ لمساعدة روما على إدارة تدفّقات الهجرة من شمال أفريقيا.
وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قد شدّد الثلاثاء الماضي على أن فرنسا “لن تستقبل مهاجرين” ممن وصلوا إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.