نشرت وزارة الدفاع الأذربيجانية صورا تقول إنها تُظهر مواقع عسكرية فارغة أخلاها المقاتلون الأرمن في إقليم ناغورني قره باغ، وفي الوقت الذي أعلن فيه الانفصاليون الأرمن أنهم يتفاوضون مع أذربيجان لسحب قواتهم، شكلت أذربيجان فريق عمل لحل قضايا الإقليم.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إنها صادرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي كانت مخزنة في تلك المواقع.
في المقابل، نفى ممثلو أرمن إقليم قره باغ دخول الجيش الأذربيجاني مدينة ستيباناكيرت عاصمة الإقليم. وأكدوا أن القوات الموجودة على أطرافها هي قوات حفظ سلام روسية.
وكان سكان منطقة كركزهان في المدينة قد بدؤوا مغادرتها بعد أن أشار مسؤول سابق من سلطات قره باغ بانتهاك القوات الأذربيجانية وقف إطلاق النار ودخول بعض المنازل في منطقة كركزهان.
في الأثناء، ذكرت وسائل إعلام أرمينية أن رئيس إقليم قره باغ الأرمني سامفيل شهرامانيان التقى رئيس جهاز أمن الدولة الأذربيجاني علي ناجييف أمس الجمعة.
تسليم الأسلحة
ويأتي ذلك في وقت بدأ فيه المسلحون الأرمن تسليم أسلحتهم بحضور قوات حفظ السلام الروسية، بناء على نتائج المفاوضات التي بدأت الخميس مع السلطات الأذربيجانية.
وقال الانفصاليون -في بيان أمس الجمعة- إنهم يجرون مفاوضات مع الجانب الأذربيجاني برعاية قوات حفظ السلام الروسية لتنظيم عملية انسحاب القوات وضمان عودة المواطنين الذين شُردوا جراء العملية العسكرية التي شنتها أذربيجان إلى منازلهم.
من جهته، اتهم المتحدث باسم الخارجية الأذربيجانية أيخان حاجيزاده -في تصريح للجزيرة اليوم السبت- القوات الانفصالية الأرمينية باستخدام ممر لاتشين لزعزعة الاستقرار في الإقليم، وأكد أن بلاده احترمت القانون الدولي ولم تستهدف المدنيين خلال العملية التي شنتها ضد انفصاليي الإقليم الثلاثاء الماضي.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس الجمعة أن الانفصاليين الأرمن في إقليم ناغورني قره باغ بدؤوا تسليم الأسلحة والمعدات العسكرية تحت إشراف قوات حفظ السلام الروسية؛ تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار بعد العملية العسكرية التي أعلنت إثرها أذربيجان استعادة السيادة على الإقليم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إن الانفصاليين سلموا 6 وحدات من المركبات المدرعة، وصواريخ مضادة للدروع، ومنظومات دفاع جوي محمولة، وأكثر من 800 سلاح ناري، ونحو 5 آلاف قطعة من الذخيرة.
وأضافت أن المسلحين بدؤوا مغادرة مواقعهم تنفيذا لاتفاق وقف الأعمال العدائية والتفاهمات التي تم التوصل إليها أمس الجمعة أثناء اجتماع بين ممثلي الأرمن والسلطات الأذرية في مدينة يفلاخ.
وكانت أذربيجان قدرت أن هناك نحو 10 آلاف مسلح أرميني في قره باغ يمتلكون نحو 100 دبابة ومدرعة.
اعتقالات في أرمينيا
من ناحية أخرى، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الأمن الأرمينية اعتقلت عددا من المحتجين في ساحة الجمهورية وسط العاصمة يريفان. وطالب المتظاهرون السلطات بالدفاع عن أرمن قره باغ ودعوا إلى استقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان.
وأضاف المراسل أن محتجين حاولوا ظهر اليوم قطع الشوارع المؤدية إلى الساحة حيث يقع مبنى الحكومة الأرمينية.
من جهتها، أعلنت السلطات أنها فتحت قضايا جنائية في حق 48 شخصا اعتقلوا خلال المظاهرات، ووضعت 5 منهم رهن الاعتقال.
من جانب آخر، نقلت القوات الأذربيجانية إلى حديقة الغنائم في العاصمة باكو، دبابة استخدمها الأرمن كـ”نصب تذكاري للنصر” خلال حرب قره باغ الأولى (1988-1994).
ونقلت القوات الأذربيجانية، السبت، الدبابة -التي تحمل الرقم 442- إلى حديقة الغنائم العسكرية في باكو لعرضها للجمهور مع الأسلحة والمركبات المدرعة التي غنمها الجيش الأذربيجاني من نظيره الأرميني في حرب قره باغ الثانية، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وتوجه الكثير من الأذربيجانيين إلى الحديقة المذكورة لرؤية الدبابة التي كانت ذات يوم رمزا لسيطرة الأرمن، والتقطوا صورا تذكارية أمامها.
مجموعة عمل
من ناحية أخرى، ذكرت الرئاسة الأذربيجانية أن الرئيس إلهام علييف أمر بتشكيل فريق عمل من أجل حل القضايا الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية والبنية التحتية في إقليم قره باغ. وسيترأس هذا الفريق شاهين مصطفاييف نائب رئيس الوزراء.
وبحسب بيان صادر من رئاسة الجمهورية، فإن مجموعة العمل تضم مسؤولي الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية الذي قدم تفاصيل عن المساعدات المقدمة للسكان في المنطقة خلال الأيام الأخيرة.
كما أشار البيان إلى أنه سيتم توفير محروقات من أجل رياض الأطفال والمدارس وخدمات الإسعاف الأولي والإطفاء، بناء على طلب ممثلي السكان الأرمن.
وفي الإطار نفسه، ومن أجل مواجهة النقص الكبير في المحروقات في ستيباناكيرت عاصمة إقليم قره باغ، أرسلت السلطات الأذربيجانية شاحنتين محملتين بالوقود إلى المدينة، كما وعدت بالعمل على تلبية كل الاحتياجات الإنسانية للسكان.
وفي السياق، شوهدت قافلة مساعدات من الصليب الأحمر في طريقها إلى قره باغ عند الحدود بين أرمينيا وأذربيجان لأول مرة منذ سيطرة باكو على الإقليم الانفصالي. وأرسلت روسيا مساعدات أيضا.