نفذت السلطات الليبية في بنغازي شرقي البلاد عملية إغاثة جوية لسكان منطقة وادي الناقة التي تقع غربي مدينة درنة المنكوبة بعد أن جرفت السيول الطرق الرابطة بينها وبين الطريق الرئيسي الساحلي.
يأتي ذلك فيما أعلنت سلطات الشرق الليبي حصيلة جديدة غير نهائية لعدد قتلى الفيضانات والسيول التي خلّفها إعصار دانيال، حيث ارتفع عدد الضحايا إلى 3845 قتيلا.
وقال الناطق باسم اللجنة العليا للطوارئ التابعة للحكومة المكلفة من مجلس النواب محمد الجارح إن هذه الحصيلة التي تشمل فقط الجثث المدفونة والمسجلة لدى وزارة الصحة، “مرشحة للارتفاع كل يوم”.
وأضاف أن الجثث التي دفنها السكان على عجل في الأيام الأولى بعد الكارثة لم تحتسب، مشيرا إلى أن السلطات تعمل على إحصاء الضحايا المدفونين دون التعرف على هوياتهم، وكذلك المفقودين الذين يقدر عددهم بأكثر من 10 آلاف، وفق تقديرات السلطات ومنظمات إنسانية دولية.
كما دعا الجارح السكان إلى الإبلاغ عن المفقودين في مكتبين أنشأهما النائب العام في درنة.
مزيد من الجثث
من جهته، أعلن مركز طب الطوارئ والدعم الحكومي انتشال أكثر من 100 جثة بمختلف المناطق البحرية في مدينة درنة أمس الجمعة.
وقال المركز إن عمليات الانتشال شاركت فيها فرق إنقاذ محلية ودولية، فيما أعلن الهلال الأحمر الليبي بدرنة أن متطوعيه يواصلون عمليات انتشال الجثث في الجزء الشرقي من المدينة، ويقدمون المساعدات للناجين بالتعاون مع فرق الهلال الأحمر من دول عدة أبرزها قطر وتركيا.
وتواصل فرق الإنقاذ الليبية جهودها للعثور على جثث تحت الأنقاض وفي البحر بعد أن جرفت السيول التي أعقبت إعصار دانيال عددا من أحياء المدينة، وسط صعوبات لوجيستية تعرقل العمليات.
وأكدت الناطقة باسم الهلال الأحمر الليبي في مصراتة هناء الفايدي للجزيرة أن عملية انتشال الجثث من البحر مستمرة رغم الظروف المناخية.
وأضافت أن التحدي الأكبر أمام فرق الإنقاذ المحلية هو قلة الإمكانيات اللوجيستية في عمليات الإغاثة.
كما أفاد مدير الهلال الأحمر الليبي فتحي أبو شعالة للجزيرة بأنهم يفتقرون للمعدات اللازمة بعمليات انتشال الجثث.
قوات الإنقاذ
على صعيد آخر، أعلن أحمد المسماري الناطق باسم قيادة قوات الشرق الليبي التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر أن 94 فردا من قوات شرق ليبيا لقوا مصرعهم أثناء مشاركتهم في عمليات المساعدة والإنقاذ لأهالي درنة ومناطق شرق البلاد.
يشار إلى أن الإعصار المتوسطي دانيال اجتاح في 10 سبتمبر/أيلول الجاري عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، بالإضافة إلى مناطق أخرى بينها درنة التي كانت الأكثر تضررا.
وبعد أيام من تداول إحصاءات متعددة بشأن ضحايا الإعصار المدمر، أفادت منظمة الصحة العالمية في 16 سبتمبر/أيلول بمصرع 3958 شخصا وفقدان أكثر من 9 آلاف آخرين، بحسب تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وهي حصيلة مرشحة للارتفاع وفق السلطات الليبية.