قال وزير الخارجية سامح شكري، السبت 23 سبتمبر، إن مصر “وجدت نفسها أمام أزمات مركبة لا يد لها فيها” ودون دعم المؤسسات الدولية التي أنشئت لمساعدة هذه الدول، داعياً لضرورة التعامل الفوري مع أزمة الديون التي تعاني منها الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
وطالب وزير الخارجية، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بضرورة تعزيز أدوات التمويل القائمة وحقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي. وأضاف: “نحن بحاجة لإعادة الثقة بالأدوات الاقتصادية للنظام العالمي”، واتهم وزير الخارجية المصري إثيوبيا بخرق القانون الدولي من خلال قيامها “بملء وتشغيل سد النهضة بشكل أحادي”.
وقال وزير الخارجية في كلمته إن “مصر تعاني من مشكلات مائية وتواجه ندرة مائية حادة وهناك عجز مائي يزيد على 50% من احتياجاتنا المائية”، وأكد شكري رفض مصر لأي إجراءات أحادية في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود ومنها سد النهضة الإثيوبي وأنه “ليس هناك مجال للاعتقاد بإمكانية فرض الأمر الواقع عندما يتعلق الأمر بحياة المصريين”.
وأبدى وزير الخارجية حرص مصر على التفاوض بجدية للوصول إلى اتفاق ملزم فيما يتعلق بقواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وأعلنت إثيوبيا في وقت سابق من الشهر الحالي إتمام الجولة الرابعة من ملء سد النهضة.
رفض أي إجراءات أحادية
وتابع “ومن هنا، يأتي موقفنا الراسخ والمستند إلى قواعد القانون الدولي برفض أي إجراءات أحادية في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، والتي يُعد أحد أمثلتها سد النهضة الإثيوبي الذي بدأ إنشاؤه دون تشاور ودراسات وافية سابقة أو لاحقة للآثار على الدول المشاطئة، بل وتمادت إثيوبيا بالاستمرار في ملئه وتشغيله بشكل أحادي، في خرق صريح لقواعد للقانون الدولي، واتفاق إعلان المبادئ لعام 2015، والبيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في عام 2021”.
ودعا شكري إلى توسيع تمثيل قارة أفريقيا في مجلس الأمن “تصحيحاً للظلم التاريخي الذي وقع عليها”، مؤكداً أهمية “تعزيز الأمن الجماعي من خلال العمل المشترك”، وفيما يتعلق بالصراعات في الشرق الأوسط، أكد وزير الخارجية أن مصر تسعى لإقرار السلام في السودان وليبيا وسوريا واليمن وفقاً لمبادئ القانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية.
وأشار إلى أن طبيعة التحديات التي تواجه العالم، سواء من حيث تعقيداتها أو تشابكها أو تنوعها، مثل نشوء النزاعات وتهديد الأمن الغذائي وانتشار الإرهاب، وعجز المنظومة الدولية عن إيجاد حلول ناجعة ومستدامة لها؛ تؤكد أننا مازلنا بعيدين كل البعد عن تحقيق أهداف ومقاصد الميثاق.