انتهت مساء اليوم، فعاليات الاجتماع الوزاري الثلاثي بشأن سد النهضة الذي عقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على مدى يومي 23 و24 سبتمبر، بمشاركة وفود التفاوض من مصر والسودان وإثيوبيا.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة إن اجتماعات أديس أبابا حول سد النهضة لم تسفر عن تحقيق تقدم يُذكر.
وأضاف الدكتور عباس شراقي انتهت اجتماعات أديس أبابا بعد اليوم الثاني ليس فقط دون تقدم يذكر، بل شهدت توجها إثيوبيا للتراجع عن عدد من التوافقات التي سبق التوصل إليها من قبل، ورفض أى حلول وسط.
وتابع الدكتور عباس شراقي، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه لم يتوفر فى الاجتماعات الأخيرة سواء فى مصر أو أديس أبابا وجود أطراف دولية مثل الاتحاد الأوروبى أو خبراء البنك الدولى أو خبراء الاتحاد الإفريقى رغم أنهم كانوا يحضرون فى السنوات السابقة كمراقبين اشترطت إثيوبيا عليهم ألا يتحدثوا إلا إذا طلب منهم، وبالتالى أصبحوا متفرجين دون إبداء الرأى، ولذا اتفقت مصر والسودان فى أبريل 2021 فى اجتماع وزراء الري والخارجية فى كينشاسا على وساطة بعض الأطراف الدولية ليصبح لهم دور فعال فى المفاوضات، ورفضت إثيوبيا مبدأ الوساطة تماما، وعلقت المفاوضات منذ ذلك التاريخ حتى إعلان القيادات السياسية فى 13 يوليو الماضى استئناف المفاوضات للوصول إلى اتفاق خلال أربعة أشهر تنتهى فى 12 نوفمبر المقبل.
مفاوضات سد النهضة.. ضرورة عودة الأطراف الدولية
ونوه الدكتور عباس شراقي إلى ضرورة عودة الأطراف الدولية في مفاوضات سد النهضة، ويكون لهم دور حقيقى شرط لاستئناف المفاوضات وفى حالة رفض إثيوبيا، يعلن ذلك على المجتمع الدولى ثم نتقدم لمجلس الأمن مرة ثالثة وأخيرة، لكن ليس كقضية مائية بل كقضية وجود شعب وادي النيل، الذى أصبح مهددا بتكرار الأسوأ من درنة الليبية مئات المرات حيث أن أكثر من 20 – 30 مليون مهددون بالفناء من سد زادت سعته من 11.1 مليار م3 إلى 74 مليار م3 فى بيئة جيولوجية هى الأسوأ على مستوى العالم حيث النشاط الزلزالي الأكبر فى القارة الإفريقية، والفيضان السنوي الكبير من أعلى جبال تصل قمتها إلى أكثر من 4600 متر وقد يصل إلى مليار متر مكعب يوميا عند سد النهضة، وفوالق هى الأكبر عالميا (الأخدود الإفريقى العظيم)، والتجمع البركاني البازلتى الأكبر أيضا عالميا والأضعف لمقاومة عوامل التعرية وتكوين طمى، وشدة إنجراف التربة فى إثيوبيا الأولى عالميا، الأمم المتحدة مهيأة الآن أكثر من أى وقت مضى فى الاستماع إلى تهديدات السدود كما أعرب الأمين العام فى كلمته عن القلق الشديد من تهديد السدود على سكان العالم أمام الجمعية العامة 2023 الأسبوع الماضى.