وفشلت المفاوضات المطولة بشأن السد في التوصل إلى اتفاق بين إثيوبيا وجيرانها السودان ومصر.
انتهت الجولة الثانية من المفاوضات الثلاثية المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي الكبير، والذي يحمل أيضًا أهمية كبيرة لمصر والسودان، دون نتيجة حاسمة، حيث تعهدت إثيوبيا بمواصلة المحادثات “بحسن نية”.
اختتمت يوم الأحد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا المحادثات التي استمرت يومين وجمعت ممثلين عن إثيوبيا والسودان ومصر لمعالجة القضايا الخلافية المحيطة بمشروع سد النهضة على النيل الأزرق.
وقال السفير سيليشي بيكيلي، رئيس فريق التفاوض الإثيوبي، في بيان يوم الأحد: “(الطرفان) تبادلا الأفكار البناءة بشأن مختلف القضايا العالقة.. إثيوبيا تجدد التزامها بمواصلة التفاوض بحسن نية”.
وقالت مصر في بيان أصدرته وزارة الموارد المائية والري يوم الأحد إن الجولة الأخيرة من المناقشات بشأن السد الذي تبلغ تكلفته 4.2 مليار دولار اختتمت دون إحراز أي تقدم كبير.
وأشار البيان إلى أن إثيوبيا لا تزال تعارض الحلول التوفيقية أو الترتيبات الفنية المتفق عليها دوليا والتي يمكن أن تعالج مصالحها المحددة المتعلقة بسد النهضة دون التعدي على حقوق ومصالح دول المصب.
وأضاف البيان أن الفريق المفاوض المصري يظل ملتزما بالمفاوضات البناءة ذات الأهداف المحددة بوضوح.
مخاوف بشأن الوصول إلى المياه
فشلت المفاوضات المطولة منذ عام 2011، والتي حاولت إيجاد أرضية مشتركة حول القضايا الرئيسية مثل ملء وتشغيل السد وكذلك آليات حل أي نزاعات مستقبلية، في التوصل إلى اتفاق بين إثيوبيا وجيرانها في المصب.
وكان التأثير المحتمل للسد على تدفق المياه في اتجاه مجرى النهر إلى مصر والسودان هو مصدر القلق الأكبر.
وبعد سنوات من الخلاف، اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في يوليو/تموز على وضع اللمسات النهائية على اتفاق بشأن السد في غضون أربعة أشهر، واستأنفا المحادثات في أغسطس/آب.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت إثيوبيا أنها أكملت الملء الرابع للسد، والذي تعتبره محوريًا في خططها التنموية.
وفي فبراير 2022، أعلنت أديس أبابا أن السد بدأ في توليد الكهرباء لأول مرة. وبكامل طاقته، يمكن للسد الكهرومائي الضخم – الذي يبلغ طوله 1.8 كيلومتر (1.1 ميل) وارتفاعه 145 مترًا (476 قدمًا) – أن يولد أكثر من 5000 ميجاوات.
ومن شأن ذلك أن يضاعف إنتاج إثيوبيا من الكهرباء، التي لا يمتلكها حاليا سوى نصف سكان البلاد البالغ عددهم 120 مليون نسمة.
وقد أكدت مصر والسودان، اللتان تعتمدان بشكل كبير على مياه النيل في الزراعة ومياه الشرب وسبل العيش بشكل عام، على أهمية إيجاد حل عادل.
وتقول الأمم المتحدة إن مصر قد “تنفد المياه بحلول عام 2025” وأن أجزاء من السودان معرضة بشكل متزايد للجفاف نتيجة لتغير المناخ.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي تعتمد بلاده على نهر النيل العظيم في 97 بالمئة من احتياجاتها المائية، في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن القاهرة تريد “اتفاقا ملزما” بشأن السد.
وقال شكري: “سيكون من الخطأ افتراض أننا يمكن أن نقبل الأمر الواقع عندما يتعلق الأمر بحياة أكثر من 100 مليون مواطن مصري”.