قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن واشنطن لم تُدخِل أي تغييرات على وجودها العسكري في النيجر، في حين أعلن المجلس العسكري النيجري الحاكم إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الفرنسية.
وجدد أوستن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكيني في نيروبي، موقف بلاده الداعي إلى حل دبلوماسي للأزمة في النيجر.
وأضاف أوستن أن واشنطن “تواصل منح فرصة للدبلوماسية، وأيضا تقييم أي خطوات مستقبلية من شأنها إعطاء الأولوية لأهدافنا الدبلوماسية والأمنية”.
بدوره، أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن بلاده ليست في حاجة إلى اتخاذ خطوات عاجلة بهذا الشأن، وأنها “تراقب الوضع وتضع الأمن نصب أعينها”.
ولفت بيستوريوس في الوقت نفسه إلى أن قاعدة النقل الجوي الموجودة في العاصمة نيامي مهمة لانسحاب جنوده من دولة مالي المجاورة.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن أن السفير الفرنسي في نيامي سليفان إيت سيعود إلى فرنسا.
كما قال في مقابلة تلفزيونية إن القوات الفرنسية ستغادر النيجر بحلول نهاية العام، مؤكدا وقف التعاون العسكري مع ما سماها سلطات الأمر الواقع في النيجر.
وأبقت فرنسا نحو 1500 جندي في النيجر في إطار انتشارها لمكافحة مسلحين في منطقة الساحل. وتنشر الولايات المتحدة نحو 1100 عسكري في البلاد.
“لحظة تاريخية”
وتعليقا على هذه الخطوة، رحبت السلطات في نيامي، في بيان، بإعلان فرنسا اعتزامها سحب قواتها من البلاد.
ووصف المجلس العسكري هذه الخطوة بأنها “لحظة تاريخية”، وأضاف “هذا الأحد نحتفل بخطوة جديدة نحو سيادة النيجر”، داعيا مواطنيه إلى مواصلة ما وصفه بالنضال لتحقيق طموحات المستقبل.
وقال المجلس العسكري إن نضال الشعب أثمر والبلاد تحتفل بخطوة جديدة نحو السيادة، مشيرا إلى أن السفير الفرنسي والقوات الفرنسية سيغادران النيجر.
وقد تجمع مناصرون للمجلس العسكري في مظاهرة ليلية أمام القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة نيامي، احتفالا بما وصفه المجلس العسكري بثمرة نضال الشعب وتحقيقه خطوات نحو السيادة.
ودرجت عدة منظمات شبابية وجمعيات إسلامية على تنظيم مظاهرات أمام القاعدة الفرنسية في نيامي للتنديد بمواقف فرنسا، وإلزامها بتطبيق قرار المجلس العسكري بسحب سفيرها من النيجر ومغادرة قواتها البلاد.
إغلاق المجال الجوي
في الأثناء، أعلن المجلس العسكري الحاكم في النيجر إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الفرنسية.
جاء ذلك في بيان لوكالة سلامة الملاحة الجوية في أفريقيا ومدغشقر “أسيكنا”، نقلته وسائل إعلام فرنسية الأحد، دون أي تعليق فرنسي رسمي على هذا البيان.
وأشارت نسخة من خطاب الوكالة إلى شركات النقل الجوي بتاريخ السبت (23 سبتمبر/أيلول الجاري)، إلى أن مجال النيجر الجوي متاح لجميع الرحلات التجارية الوطنية والدولية باستثناء الطائرات الفرنسية أو المستأجرة من فرنسا، بما في ذلك أسطول الخطوط الجوية الفرنسية، وفق قناة “بي إف إم تي في” الفرنسية.