حمّلت روسيا كوسوفو مسؤولية “سفك الدماء والدفع بالمنطقة إلى حافة الهاوية”، بعد يوم من هجوم استهدف شرطة الأخيرة، وفي حين أدانت واشنطن الهجوم، أعلنت كوسوفو الحداد ونكّست الأعلام.
وأعرب الكرملين -اليوم الاثنين- عن قلقه من الوضع في كوسوفو الذي “يحتمل أن يصبح خطرا”، مشددا على دعمه للصرب بعد حادث مسلح أمس الأحد أجج التوترات بين بريشتينا وبلغراد.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن “الوضع شديد التوتر ويحتمل أن يصبح خطرا.. لا يخفى على أحد أن استفزازات تستهدف الصرب غالبا ما تحصل”، من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية “ليس هناك شك في أن إراقة الدماء التي وقعت أمس هي نتيجة مباشرة وفورية لمسار المدعو (رئيس الوزراء) ألبين كورتي للتحريض على الصراع”، محذرة من أن محاولات تصعيد الوضع قد تدفع “كل منطقة البلقان إلى هاوية خطيرة”.
وأمس الأحد، قُتل شرطي في كمين تعرضت له دورية قرب الحدود الصربية ونصبه مسلحون تحصنوا بعد ذلك في دير ثم تبادلوا إطلاق النار مع شرطة كوسوفو لساعات، ما أسفر عن مقتل 3 مهاجمين على الأقل.
وحملت كوسوفو صربيا مسؤولية الهجوم، في حين تتهم بلغراد بريشتينا باضطهاد الصرب في البلاد التي تعتبرها إحدى مقاطعاتها.
وتدعم موسكو تقليديا صربيا، خاصة فيما يتعلق بكوسوفو، وتحاول الظهور كحامية للسكان السلافيين والأرثوذكس.
واشنطن تدين
في المقابل، أدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشدة “الهجمات العنيفة” التي استهدفت شرطة كوسوفو.
وقال -في بيان- إن “الولايات المتحدة تدين بشدة الهجمات العنيفة والمنسقة ضد شرطة كوسوفو”. وأضاف “ندعو حكومتي كوسوفو وصربيا إلى الامتناع عن أي أفعال أو تصريحات من شأنها تصعيد التوتر”.
كما أدان مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بشدة “الهجوم البشع” الذي استهدف الشرطة في كوسوفو الأحد.
حداد في كوسوفو
وفي كوسوفو، نُكست الأعلام اليوم الاثنين، وأُعلن يوم حداد وطني تكريما للشرطي الذي قتل، وبدأت التحقيق في الحادث.
وقال وزير الداخلية جلال سفيتشلا إن “عمليات البحث ما زالت مستمرة. لدينا العديد من الشرطيين على الأرض”، مضيفا أنه تم العثور على كميات من الأسلحة الثقيلة والمتفجرات في عدة أماكن.
وأضاف “يمكننا أن نقول بوضوح إن هذه الترسانة كانت مخصصة لمئات المهاجمين الآخرين”، مشددا على أنه يتعين الآن القبض على المهاجمين المدججين بالسلاح الذين تحصنوا لساعات الأحد في دير ويشتبه في قيامهم بقتل الشرطي قرب الحدود الصربية.
كما أعلن وزير داخلية كوسوفو أن 6 أشخاص يشتبه في تورطهم في مقتل الشرطي موجودون الآن في صربيا. وأوضح “بحسب معلوماتنا يتلقى 6 إرهابيين العلاج في مستشفى نوفي بازار ونطلب من صربيا تسليمهم فورا إلى سلطات كوسوفو حتى تتم محاكمتهم”.
وفي مايو/أيار الماضي، تصاعدت حدة التوترات بشمال كوسوفو، عقب الانتخابات البلدية في المناطق التي يهيمن عليها الصرب، ما دفع حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى اتخاذ قرار بنشر 700 جندي إضافي في مهمة حفظ السلام بكوسوفو بعد إصابة 93 من جنوده.
وعام 2008، أعلنت كوسوفو بشكل أحادي استقلالها عن صربيا، لتعترف بها معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وتركيا، إلا أن صربيا لا تزال تعتبرها جزءًا من أراضيها.