قال الناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة، إنه يستعيد ويستحضر الأديب الكبير يوسف إدريس دائما، لافتا إلى أنه حاضر معا وبيننا.
وأضاف حمودة في تصريحات خاصة، أنه قام بقراءة نصوص يوسف إدريس الجميلة وتحليلها مع طالباته وطلابه، من جنسيات متعددة جدًا، مرات ومرات، مؤكدا أنه سعد بهذه القراءة وبهذا التحليل، في كل المرات، موضحًا أنه في كل مرة كان يكتشف في هذه النصوص حياة متجددة.
ويتابع: «ها هنا قصته القديمة الممتلئة بأسباب الحياة (أرخص ليالى)، طالباتي وطلابي قاربناها وقاربوها في قراءات من زوايا بلا حصر.. كانت هناك قراءات أنثروبولوجية، وفولكلورية، واجتماعية، ولغوية، وفنيّة طبعًا، وكانت هناك ملامح لابتسامات كثيرة ولأسى كثير تتناثر في قاعات الدرس، وكان هناك تعاطف دائم مع “عبدالكريم”، من الطالبات خصوصًا، رغم “برطمته” وسبابه ولعناته”».
يوسف إدريس، يعتبر أمير القصة العربية، من مواليد 19 مايو 1927م في البيروم الشرقية، وهو مفكر وأديب مصري كبير، قدم للأدب العربي عشرين مجموعة قصصية وخمس روايات وشعر مسرحيات، ترجمت أعماله إلى 24 لغة عالمية منها 65 قصة ترجمت إلى الروسية، كتب عدة مقالات هامة في الثمانينيات بجريدة الأهرام صدرت في كتاب فقر الفكر وفكر القصة.
شهد نهج يوسف إدريس في كتابة القصة القصيرة تغيّرًا جذريًا، في نهاية الخمسينيات وأوائل الستينيات، فالتصوير الواقعي، البسيط، للحياة كما هي في الطبقات الدنيا من المجتمع الريفي، وفي حواري القاهرة، يتلاشى، ويظهر نمط للقصّة أكثر تعقيدًا.
وتدريجيًا، أصبحت المواقف والشخصيات أكثر عموميّة وشموليّة، إلى أن قارب نثره تجريد الشعر المطلق، ويشيع جو من التشاؤم، وينغمس أبطال القصص في الاستبطان والاحتدام، ويحل التمثيل الرمزي للموضوعات الأخلاقية والسياسية محل الوصف الخارجي والفعل المتلاحق .