مرت منذ أيام الذكرى المئوية لميلاد الكاتب الصحف الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذي يعد أحد أهم الكتاب الصحفيين في تاريخ الصحافة المصرية والعربية، والذي استطاع أن يحفر حروف اسمه من نور في التاريخ المعاصر.
علاقة وطيدة
الكاتب الصحفي جمال فهمي قال لـ صدى البلد: هيكل كان استاذًا وشيخًا في مجاله، وبدأت العلاقة المباشرة بيننا في عام 1993 وكانت قوية جدًا، ولكن توطدت العلاقة على صعيد أسري خلال فترة احتجازي في السجن عام 1998، كان يتصل بزوجتي تقريبًا يوميًا، وعندما خرجت من السجن، كنت حريصًا على مقابلته فورًا، استمرت العلاقة الوثيقة بيننا حتى رحيله عن عالمنا.
ظاهرة تاريخية وثقافية صعب تكرارها
واستطرد فهمي على الرغم من مكانة هيكل كأستاذ وتاريخه الطويل في مجال الصحافة، فإنه كان شخصًا متواضعًا جدًا وودودًا في التعامل مع الكتاب والصحفيين الآخرين، عندما كان أي صحفي صغير يحاول الحصول على موعد معه، كان يرحب به بشدة، وهذا ما أدهشني، وبسبب ذلك، اعتبرته صديقًا طوال الوقت وليس مجرد أستاذ، فكان يدرك قيمته الكبيرة، ومن الناحية المهنية كان ظاهرة في تاريخنا الثقافي والسياسي، ومن الصعب تكرار مثل هذه الشخصية مرة أخرى، وكان يأخذ نفسه بجدية منذ صغره، وصنع نفسه بموهبته الكبيرة وكتابته في مجال يجمع بين الأدب والتحليل السياسي. كان يتقن اللغة بشكل مدهش وبلغته تكاد تكون شاعرية أحيانًا، وكان عبقريًا في صياغة أفكاره.
مستمع جيد
وأكمل: طريقة حصوله على المعلومات يجب أن تدرس، فهو مستمع حقًا عندما يتحدث، يجذب جميع المستمعين ويرغبون في أن يستمر في التحدث، ومع ذلك، كان يهتم جدًا بالاستماع ويظهر احترامًا مدهشًا، لهذه الأسباب فهو شخصية لا يمكن تكرارها بسهولة، وسيظل حيًا من خلال سيرته وأعماله، ومهما اختلف الناس مع أستاذ هيكل، فإننا لا يمكن أن نختلف على قيمته في المهنة وحضوره القوي في المجال العام.
تدهور الصحافة المصرية
وأنهي حديثه: الصحافة تراجعت بشدة، ولا يمكن لأحد من الأشخاص الحاليين أن يكون مثل الأستاذ هيكل، وهذا أمر مؤسف، فقد تدهورت الصحافة المصرية وأرى أنه لا يوجد صحفي يمكن أن مقارنته بهيكل.