نحتفل اليوم، الأربعاء، بالذكرى السنوية الـ 201 لاكتشاف حجر رشيد وفك رموزه في 27 سبتمبر 1822.
قام عالم المصريات الفرنسي شامبليون بهذا الإنجاز التاريخي الذي غير العالم تمامًا.
شامبليون ولد في 23 ديسمبر 1790 ولم يتمكن من الالتحاق بالمدرسة في صغره.
درس اللغة اليونانية واللاتينية خارج المدرسة،
ووفقًا للدراسات، كان يُعتبر عبقريًا منذ صغره، ومع ذلك فشل في مدرسة “البنين الأولية” في فيجاك عندما انضم إليها في سنة 1798 عندما بلغ الثامنة، وفقًا لبعض الباحثين.
بعد ذلك، استكمل شامبليون تعليمه في إحدى الجامعات الفرنسية بعد اجتياز المراحل التعليمية الأولى. تخصص في علم اللغويات، خاصةً اللغات الشرقية.
كان يجيد العربية والفارسية والعبرية والسنسكريتية وغيرها من اللغات التي كانت مستخدمة في تلك المنطقة.
خلال سنوات دراسته، قدم بحثًا لإدارة الجامعة يتحدث فيه عن الشبه بين اللغتين القبطية القديمة والهيروغليفية.
منذ البداية، كان شامبليون مولعًا بالتاريخ ودرسه بشكل مكثف، درس اللغات الشرقية والقبطية تحت إشراف كبار العلماء في عصره.
سافر إلى باريس حيث عمل كأول أمين للمجموعة المصرية في متحف اللوفر، وشغل منصب أستاذ كرسي الآثار المصرية في “الكوليج دي فرانس”. قام أيضًا بإعداد قاموس للغة القبطية.
تمكن شامبليون من فك رموز اللغة المصرية القديمة باستخدام حجر رشيد الذي اكتشفه خلال الحملة الفرنسية على مصر.
هذا الاكتشاف فتح الباب أمام فهم الحضارة المصرية القديمة وكشف العديد من أسرارها، وساهم في تأسيس علم المصريات في أبرز جامعات أوروبا.
فك رموز اللغة المصرية
إن إنجاز شامبليون في فك رموز اللغة المصرية القديمة في عام 1822 لم يكن أمرًا سهلاً.
استدل بنتائج أبحاث علماء المصرف المصريات السابقين وتوجهاتهم في فهم الهيروغليفية، واستخدم طريقة القراءة الصوتية والإشارية لفك رموز الكتابة. وقد قام بدراسة النقوش الموجودة على حائط الكرنك والأبواب السرية في هرم ميدوم.
بفضل جهوده، أصبح بإمكان الباحثين والعلماء فهم النصوص الهيروغليفية وقراءتها بشكل صحيح، وتمكن شامبليون من فهم أسماء الملوك والملكات المصريين القدماء وتفسير النصوص التي تتحدث عن الأحداث التاريخية والدينية والثقافية في مصر القديمة.
فهم الحضارة المصرية
إن إنجاز شامبليون في فك رموز الهيروغليفية له تأثير كبير على المصريات والدراسات القديمة، ساهمت نتائج أبحاثه في فهم الحضارة المصرية القديمة وإلقاء الضوء على تاريخها وفنونها وعلومها.
كما قدمت دراساته إسهامات هامة في علم اللغات والترجمة وتطور العلوم الإنسانية.
بعد إنجازه في مجال فك رموز الهيروغليفية، تابع شامبليون أعماله العلمية والأكاديمية في مجال المصريات.
وفي عام 1826، قام بإعداد مشروع قانون لحماية المعابده والآثار المصرية، وفي عام 1831، تم تعيينه أستاذًا للآثار المصرية في كلية فرنسا.
توفي شامبليون في عام 1832 عن عمر ناهز 41 عامًا، ورغم وفاته المبكرة، إلا أن إرثه لا يزال حاضرًا في مجال المصريات والدراسات القديمة حتى اليوم، تعتبر فكرته وأساليبه في فك رموز الهيروغليفية أساسًا للعديد من الدراسات والأبحاث الحديثة في هذا المجال.