أعلنت السلطات الحاكمة في النيجر مقتل 12 جنديا جراء هجوم شنه مسلحون على دراجات نارية جنوب غربي البلاد صباح أمس الخميس، في وقت أدلى السفير الفرنسي العائد إلى بلاده من هناك بأول تصريحاته.
وقال بيان لوزارة الدفاع إن 7 جنود لقوا حتفهم خلال الاشتباك مع المسلحين، فيما قتل 5 آخرون في حادث أثناء توجههم لتعزيز الوحدة التي تعرضت للهجوم، مضيفا أن نحو 100 مسلح قتلوا ودمرت دراجاتهم النارية وأسلحتهم.
من جهته، قال وزير الدفاع الجنرال ساليفو مودي إن “وحدة من عملية ألمهاو كانت تؤدي مهمة أمنية في كانداجي تعرضت لهجوم عنيف من جانب مئات الإرهابيين”.
وقال مصدران أمنيان لرويترز إن الجيش رد على الهجوم بقوات برية ومروحيات أصيبت إحداها، لكنها تمكنت من العودة إلى قاعدتها.
ووقع الهجوم في كانداجي على بعد نحو 190 كيلومترا من العاصمة نيامي قرب منطقة الحدود الثلاثية لمالي وبوركينا فاسو والنيجر، والتي كانت مركزا لعمليات المسلحين في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية.
تصريحات السفير
في غضون ذلك، وصف السفير الفرنسي لدى النيجر سيلفان إيت الانقلاب بأنه “فوضى كبيرة لا يوجد فيها سوى الخاسرين”.
وعبر إيت عن “تعبه” بعد شهرين من “التوتر الشديد” وأسابيع من العزلة داخل مقر السفارة في نيامي، مؤكدا أن ما حصل كان هدفه محاولة “كسره”.
وقال الدبلوماسي -الذي عاد إلى فرنسا أول أمس الأربعاء- عبر محطة “تي إف 1” إن “هذا الانقلاب هو أولا وقبل كل شيء قضية نيجرية داخلية بين رئيس قرر محاربة الفساد وعدد من الجنرالات الذين لا يريدون لهذه المعركة ضد الفساد أن تنتهي”.
واتخذت السلطات الحاكمة في النيجر سلسلة من القرارات ضد فرنسا شملت إبعاد السفير وإلغاء الاتفاقيات الثنائية وإغلاق المجال الجوي للبلاد أمام الطائرات الفرنسية، وذلك ردا على موقف باريس بأنها تعترف فقط بشرعية الرئيس محمد بازوم الذي أطاح به انقلاب عسكري في يوليو/تموز الماضي.
ورغم تمسكه لأسابيع ببقاء السفير فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر الأحد الماضي إعادته إلى فرنسا ومغادرة 1500 جندي فرنسي منتشرين في النيجر بحلول نهاية العام.
وأطاح العسكريون بالرئيس بازوم بذريعة فشله على الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وردا على ذلك لوحت المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) بالتدخل العسكري لإعادة بازوم إلى السلطة، لكنها تقول إن ذلك سيكون الخيار الأخير بعد استنفاد الحلول الدبلوماسية.