تواصلت المظاهرات لليوم الـ41 في محافظة السويداء (جنوبي سوريا)، حيث تجمع المئات الجمعة بالمدينة، في حين تتزايد مشاركة فئات مختلفة في التظاهرات المنددة بنظام بشار الأسد والمطالبة برحيله.
وتشهد السويداء (معقل الأقلية الدرزية) تظاهرات منذ قرار حكومة الأسد -الشهر الماضي- رفع الدعم عن الوقود، وهو القرار الذي أثار الغضب لدى عديد من فئات الشعب السوري.
وقدر ناشطون أعداد المشاركين في مظاهرة الجمعة بين ألفي شخص و2500، وأطلق بعضهم هتافات منددة بالنظام ولوحوا بأعلام الدروز ذات الألوان الخمسة، التي يطلقون عليها “راية التوحيد”، إذ يشكل الدروز غالبية أهالي السويداء، كما ينتشر أتباع هذه الطائفة في مناطق بأرياف دمشق وإدلب والقُنيطرة وفي الجولان السوري المحتل.
كذلك رُفعت لافتات كتبت عليها لائحة من المطالب، من بينها حكومة انتقالية و”دستور جديد” وعودة النازحين والمعتقلين إلى ديارهم.
#شاهد: يحملن أغصات الزيتون، والزهور، والكروت الحمراء، وصوتهنّ الأعلى والأقوى.. سيدات السويداء، وحضورهن المميز في ساحة الكرامة ❤❤#مظاهرات_السويداء pic.twitter.com/uQW3RcOcTy
— السويداء 24 (@suwayda24) September 29, 2023
وقد بدأت تظاهرات السويداء تأخذ منحنى تصاعديا منذ انطلاقها يوم 20 أغسطس/آب الماضي، فقبل أيام نجح آلاف المحتجين في تنظيم أول مظاهرة مركزية لهم خارج ساحة الكرامة التي اعتادوا التجمع فيها.
وتجمع المتظاهرون في مدينة شهبا (85 كيلومترا جنوب دمشق) الثلاثاء الماضي، استجابة لدعوة فعاليات سياسية محليّة عدة وناشطين ولجنة تنظيم الحراك الشعبي، والتقى المتظاهرون في المدرج الروماني (وسط المدينة)، في وقفة احتجاجية وصفها مراقبون بأنها من الأضخم عددا منذ اندلاع الاحتجاجات.
ورفع بعض المتظاهرين علم الثورة السورية إلى جانب أعلام الدروز ذات الألوان الخمسة، إضافة إلى عدد من الرايات التي حملت أسماء القرى والعائلات المشاركة.
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن لمحافظة السويداء خصوصيتها، إذ طوال سنوات الثورة، تمكن دروز سوريا إلى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياتها، فلم ينخرطوا ضمن معارضة النظام باستثناء قلة، وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعا عن مناطقهم فقط، بينما غضت دمشق النظر عنهم.
وتشهد محافظة السويداء منذ سنوات تحركات متقطعة، احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية.
وكانت مظاهرات سلمية تطالب برحيل نظام الأسد انطلقت مارس/آذار 2011، لكن النظام قمعها بدموية، مما أدى إلى نزاع مسلح منذ ذلك الوقت.