تعتزم عدة دول غربية طلب إجراء تحقيق دولي في التجاوزات الحقوقية التي يشتبه بحدوثها في السودان، في وقت اتهمت فيه الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة في أم درمان، كما اتهم ضباط سودانيون متقاعدون قوات الدعم السريع بارتكاب “جرائم حرب” .
وقالت وكالة رويترز إن الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج وألمانيا تعتزم التقدم بطلب إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإجراء تحقيق دولي في -ما قالت إنها- “فظائع يشتبه في حدوثها بالسودان”.
ووفقا لوثيقة اطلعت عليها الوكالة، فإن هذه الدول نددت بما قالت إنها انتهاكات لحقوق الإنسان وفظائع ارتكبت خلال الصراع المستمر منذ 5 أشهر في السودان. وتسعى تلك الدول إلى تشكيل مهمة تقصي حقائق من 3 أشخاص للتحقيق بهذا الشأن.
ومنذ بدء هجوم قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم أبريل/نيسان الماضي، كانت ولاية غرب دارفور من بين المناطق الأكثر تضررا، وشهدت هجمات بدوافع عرقية أسفرت عن مقتل المئات.
وقد اتهمت منظمات دولية وحقوقية قوات الدعم السريع بشن تلك الهجمات ضد المدنيين، وهو ما تنفيه تلك القوات.
“جرائم حرب”
في سياق متصل، اتهمت الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب “مجزرة بشرية” في أم درمان، مشيرة إلى أنها “تضاف إلى قائمة طويلة من جرائم الحرب.. التي ترتكبها”، على حد وصفها.
جاء بيان الخارجية السودانية ردا على قصف قوات الدعم السريع -الخميس الماضي- محطة المواصلات العامة شمال أم درمان بالمدفعية الثقيلة “وفي ذروة ازدحام المحطة بالمواطنين”.
كذلك اتهم البيان قوات الدعم السريع بقصف رئاسة مفوضية العمل الإنساني بالخرطوم يوم الخميس، مما أدى إلى تدمير المبنى وما به من سيارات وأجهزة وسجلات.
وكانت مجموعة من الضباط المتقاعدين من الجيش السوداني قد أصدروا بيانا اتهموا فيه ما وصفوها بمليشيا الدعم السريع بـ”استباحة ولاية الخرطوم ومدن في ولايات دارفور وشمال كردفان، واستخدام أبشع الجرائم ضد الإنسانية”.
وأشار البيان -الذي حمل توقع 300 ضابط متقاعد- إلى أن قوات الدعم السريع استعانت بمرتزقة أجانب من دول معروفة للعمل معها في تنفيذ تلك الجرائم.
ميدانيا
قالت مصادر عسكرية للجزيرة إن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية مقر قيادة الجيش السوداني (وسط الخرطوم).
من جهتها، ذكرت مصادر محلية أن طائرة مسيرة تابعة للجيش نفذت ضربات استباقية على تجمعات للدعم السريع في منطقة “الجريف غرب”، بولاية الخرطوم.
كما قصفت طائرات الجيش تجمعات للدعم السريع جنوبي الخرطوم، بالقرب من جامعة الرازي في حي المجاهدين. وأفاد مراسل الجزيرة بأن مدفعية الجيش قصفت عددا من مواقع الدعم السريع في ولاية الخرطوم.
من جانب آخر، قال مصدر في الجيش السوداني للجزيرة إن 5 مسلحين قتلوا وأُصيب آخرون -معظمهم موالون لقوات الدعم السريع- في أثناء هجومهم على قافلة مساعدات في منطقة بشيش (شمال دارفور).
وفي حديث للجزيرة، قال الرائد أحمد حسين -المتحدث باسم ما تعرف بالقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح- إن اثنين من أفراد قواته أُصيبا إثر هجوم مجهول الهوية على قافلة مساعدات إنسانية تحت حمايتهم عند منطقة أم الحسين شرقي الفاشر كانت متجهة إلى إقليمي دارفور وكردفان.
يُذكر أن “القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح” تعمل بين حكومة السودان والحركات المسلحة على تأمين قوافل المساعدات الإنسانية إلى غرب السودان.
وتسببت اشتباكات السودان في مقتل أكثر من 5 آلاف شخص، وتشريد ما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
نفي لقاء كرتي
على صعيد متصل، نفى مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عقد عبد الفتاح البرهان لقاء مع قيادات إسلامية بينها الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي بمدينة بورتسودان (شرقي البلاد).
وجاء بيان مجلس السيادة ردا على ما أورده موقع “سودان تربيون” حول لقاء البرهان مع قيادات إسلامية على رأسها الأمين العام علي كرتي ببورتسودان.
وقال البيان إن “ما نشره موقع سودان تربيون عار من الصحة تماما، ويفتقد للمهنية والمصداقية”.
يذكر أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت الخميس الماضي عقوبات على كرتي وشركتين لـ”دورهم في تقويض السلام والأمن والاستقرار في ذلك البلد”.