أعلنت أوكرانيا اليوم الثلاثاء التصدي لهجمات جوية روسية وتدمير آليات عسكرية معادية في زاباروجيا (جنوبي البلاد)، في حين أكدت القوات الروسية أنها تصدت لـ7 هجمات على محاور القتال شرقي أوكرانيا.
وقال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط 29 مسيّرة إيرانية الصنع وصاروخ كروز أطلقتها القوات الروسية من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
وأضاف سلاح الجو أن من وصفتهم “بالمحتلين الروس” هاجموا أوكرانيا بـ31 مسيّرة من طراز شاهد (إيرانية الصنع) وصاروخ كروز نوع “إسكندر-ك”، مضيفا أن دفاعاته أسقطت الصاروخ و29 من تلك المسيرات، من دون أن يشير إلى الخسائر التي ألحقتها المسيرتان الأخريان.
ويهاجم الجيش الروسي -الذي بدأ ما أسماها العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022- مناطق أوكرانية مختلفة كل ليلة تقريبا بمسيّرات وصواريخ، وتعلن كييف عادة التصدي لمعظمها.
في سياق متصل، قالت القوات الخاصة الأوكرانية إنها تمكنت من تدمير 5 ناقلات جند مدرعة روسية، وشاحنتين، ومعدات ميدانية أخرى على جبهة القتال في زاباروجيا.
ونشرت الوحدات الخاصة مقطع فيديو قالت إنه لاشتعال النيران في عدد من الآليات العسكرية الروسية وانفجارات ناجمة عن اشتعال الذخيرة الموجودة داخلها.
وأعلن الجيش الأوكراني أنه نفذ أمس الاثنين 11 غارة جوية على مواقع تابعة للجيش الروسي على جبهات القتال كافة، وقال -في بيان- إن الغارات استهدفت مواقع تجمع للقوات الروسية ومجمع صواريخ مضادة للطائرات.
كما أعلن أن قواته خاضت 35 اشتباكا مع القوات الروسية، وأكد أن تلك القوات تواصل هجومها المضاد باتجاه مدينة مولوتوبول على جبهة زاباروجيا (جنوبا) وباتجاه باخموت (شرقي البلاد).
ونشر الجيش الأوكراني أمس أيضا مقطع فيديو يظهر إطلاق صواريخ هيمارس الأميركية باتجاه منصة مدفعية روسية وتدميرها، ولم يشر الجيش إلى مكان أو زمان الإطلاق أو الجهة التي استهدفت منصة المدفعية.
وكان مسؤولون سياسيون وعسكريون في أوكرانيا أشادوا بدور منظومة هيمارس في توجيه ضربات دقيقة للصفوف الخلفية للقوات الروسية، في أكثر من موقع، وطالبوا بأن تعجل الإدارة الأميركية بتزويدهم بصواريخ أكتاماس متوسطة المدى.
هجمات أوكرانية
على الجانب الآخر، أعلن المتحدث باسم ما تسمى “مجموعة المركز” القتالية الروسية ألكسندر سافتشوك اليوم الثلاثاء أن وحدات المجموعة القتالية صدت 7 هجمات للقوات المسلحة الأوكرانية ولواء العمليات الخاصة “آزوف” في اتجاه كراسني ليمان بمنطقة لوغانسك (شرقي أوكرانيا)، وأنها كبدت القوات الأوكرانية مقتل أكثر من 60 جنديا.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن سافتشوك قوله إنه تم تدمير مركبة قتالية مدرعة وشاحنة صغيرة خلال التصدي للهجوم الأوكراني، كما نفذت مجموعة طيران تكتيكية روسية هجمات على مركزين للقيادة والمراقبة “للعدو” في دونيتسك، وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي طائرة مسيرة في لوغانسك المجاورة.
وخلال أشهر الحرب الماضية، تبادلت كل من روسيا وأوكرانيا إصدار بيانات بصد هجمات الطرف الآخر وشن هجمات مضادة، ويورد كل منهما إحصاءات يومية بشأن خسائر الخصم، إلا أنه يتعذر التحقق من تلك البيانات من مصدر مستقل.
الدعم الأميركي
وقال رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه أطلع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان على المستجدات في الخطوط الأمامية والغارات الجوية الروسية الأخيرة على البنية التحتية الأوكرانية.
وأضاف رئيس مكتب زيلينسكي أنه ناقش الاحتياجات العاجلة لقوات الدفاع الأوكرانية، وشكر الرئيس الأميركي والكونغرس “لدعمهم الثابت” لأوكرانيا.
وتعد الولايات المتحدة الداعم الأكبر لأوكرانيا خلال الحرب التي تخوضها مع جارتها روسيا، وأعلنت واشنطن مساعدات عسكرية كبيرة ومالية بمليارات الدولارات لدعم كييف.
منتدى وارسو الأمني
في السياق نفسه، تعقد في العاصمة البولندية على مدار يومين جلسات منتدى وارسو الأمني، وذلك في نسخته العاشرة.
ويشارك في المنتدى -الذي يبدأ أعماله اليوم الثلاثاء- وزراء دفاع أوروبيون وقادة عسكريون، بالإضافة إلى خبراء في مجالات الأمن والطاقة، ويبحث المشاركون في المنتدى الوضع في أوكرانيا وكيفية زيادة الدعم المقدم لها.
ويعد منتدى وارسو أحد المؤتمرات الأمنية الأوروبية المكرسة للتعاون عبر الأطلسي، ويركز على صياغة استجابات للتحديات المشتركة، مع التركيز على أمن أوروبا الوسطى والشرقية، وفق ما يعرّف عن نفسه.
وتعهد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي -أمس الاثنين- بمواصلة دعم أوكرانيا، وذلك خلال اجتماع وُصف بالتاريخي في العاصمة الأوكرانية كييف، وهو الأول من نوعه الذي يعقد خارج دول الاتحاد.