بحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع قادة دول غربية تنسيق المساعدات المقبلة لأوكرانيا، وفي حين يبحث منتدى وارسو الأمني المنتدى الوضع في أوكرانيا، وزار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجبهة الشرقية وسط إعلان كييف وموسكو تصدي كل منهما لهجمات الطرف الآخر.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن أجرى الثلاثاء اتصالا هاتفيا مشتركا مع رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والمستشار الألماني أولاف شولتز بهدف تنسيق الدعم المستمر لأوكرانيا.
من جانبه، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ بعد اتصال ببايدن وقادة الحلف الالتزام بدعم أوكرانيا “مهما استغرق الأمر”.
وحذر خبراء من أن القوات الأوكرانية ستواجه قريبا نقصا في الذخيرة والمعدات الرئيسية إذا نجح الجمهوريون في الكونغرس الأميركي في وقف المساعدات العسكرية الأميركية لكييف.
من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الرئيس بايدن أكد التزام الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا مهما تطلب الأمر، مشيرا إلى أن بايدن ناقش مع الحلفاء الجهود لمواصلة تزويدها بالذخيرة والأسلحة.
وأشار كيربي إلى أن “الزعماء ناقشوا توسيع جهود المانحين لدعم التعافي الاقتصادي في أوكرانيا”، معتبرا أن عدم توفير التمويل لأوكرانيا -حتى لفترة قصيرة- يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في ساحة المعركة.
وأكد كيربي أن لدى الولايات المتحدة ما يكفي من التمويل لدعم أوكرانيا حاليا “ولكننا بحاجة إلى تحرك الكونغرس لضمان عدم انقطاع الدعم”، مشددا “لا يمكننا تحت أي ظرف أن نسمح بانقطاع الدعم الأميركي لأوكرانيا”.
منتدى وارسو يدعم
من جانبها، قالت وزيرة خارجية آيسلندا ثورتيس كولبرون للجزيرة إن “منتدى وارسو يبحث الدعم المستمر لأوكرانيا إلى حين تحقيق النصر”، وشددت “سنواصل دعم الاقتصاد الأوكراني أيضا إضافة إلى الدعم العسكري والسياسي”.
واعتبرت الوزيرة أن “الأوكرانيين يقاتلون من أجل الحرية والحياة واحترام الحدود الدولية”.
وفي العاصمة البولندية، تعقد على مدار يومين، جلسات منتدى وارسو الأمني في نسخته العاشرة.
ويشارك في المنتدى وزراء دفاع أوروبيون وقادة عسكريون بالإضافة إلى خبراء في مجالات الأمن والطاقة. ويبحث المشاركون في المنتدى الوضع في أوكرانيا وكيفية زيادة الدعم المقدم لها.
وقال وزير الجيوش البريطاني جيمس هيبي إن بلاده ترى أن الولايات المتحدة وألمانيا قدمتا الجزء الأكبر من الدعم لأوكرانيا، وهو أمر يستحق التقدير. واعتبر هيبي أن “الحرب تستنزف مخزونات السلاح لدى الدول الداعمة، وأن النظام الروسي يعمل في حرب لا وقت فيها للتأخير”، على حد تعبيره.
من جهته، أكد القائد الأعلى للجنة العسكرية في حلف شمال الأطلسي روب باور أن خطط الناتو تغيرت بعد تبني روسيا، ما وصفه سلوكا عدائيا منذ حربها في جورجيا عام 2008. وقال باور -خلال مشاركته في منتدى وارسو للأمن- إن خططا مستقبلية أُقرت في قمم الناتو بمدريد وفيلنيوس للتجهز المستمر على الجبهة الشرقية.
وتعهد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي -أمس الاثنين- بمواصلة دعم أوكرانيا، وذلك خلال اجتماع وُصف بالتاريخي في العاصمة الأوكرانية كييف، وهو الأول من نوعه الذي يعقد خارج دول الاتحاد.
زيلينسكي يزور الجبهة
من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء أنه زار الجبهة الشرقية، في المنطقة التي تضم بلدتي كوبيانسك وليمان اللتين يستهدفهما هجوم روسي.
وكتب زيلينسكي على تليغرام “اليوم نزور ألويتنا التي تقوم بمهمة قتالية في واحدة من أكثر المناطق سخونة، كوبيانسك وليمان”، وأرفق المنشور بمقطع فيديو يظهر فيه مع الجنود فيما يبدو أنه ملجأ محصن.
وأشار زيلينسكي إلى أنه “ناقش الوضع العملياتي في ساحة المعركة والقضايا الدائرة والاحتياجات مع قادة الألوية والمقاتلين”.
ومنذ يونيو/حزيران، تشن القوات الأوكرانية هجوما مضادا في شرق البلاد وجنوبها، لكن في قطاع كوبيانسك، القوات الروسية هي من تتولى الهجوم.
وفي أغسطس/آب، دعت السلطات الأوكرانية السكان الذين يعيشون بالقرب من كوبيانسك إلى إخلاء هذه المناطق. وفي 20سبتمبر/أيلول، قال الجيش إنه يخشى وقوع هجمات روسية جديدة في المنطقة.
تصدٍّ متبادل لهجمات
وعلى الصعيد الميداني، قالت القوات الخاصة الأوكرانية إنها تمكنت من تدمير 5 ناقلات جند مدرعة روسية، وشاحنتين، ومعدات ميدانية أخرى على جبهة القتال في زاباروجيا.
ونشرت الوحدات الخاصة مقطع فيديو قالت إنه لاندلاع النيران في عدد من الآليات العسكرية الروسية وانفجارات ناجمة عن اشتعال الذخيرة الموجودة داخلها.
كما قال الجيش الأوكراني إن روسيا هاجمت الأراضي الأوكرانية بـ31 طائرة هجومية من نوع “شاهد” وصواريخ كروز من نوع “إسكندر”.
وأضاف الجيش الأوكراني أن دفاعاته تمكنت من اعتراض 30 هدفا جويا في المناطق الجنوبية والشرقية للبلاد. وقد اشتركت في علمية الاعتراض، قوات الصواريخ المضادة للطائرات، والطائرات المقاتلة، ووحدات الدفاع الجوية المتنقلة.
كما أعلن الجيش الأوكراني أن قواته خاضت 35 اشتباكا مع القوات الروسية، وأكد أن قواته تواصل هجومها المضاد باتجاه مدينة مولوتوبول على جبهة زاباروجيا جنوبا وباتجاه باخموت شرقي البلاد.
من جانبه، قال قائد القوات المشتركة الأوكرانية سرهي نايف إنه يجري اتخاذ التدابير اللازمة من أجل رفع مستوى فاعلية نظام الدفاع الجوي الأوكراني. وشدد على أهمية حماية المنشآت الخاصة بالتدفئة ومرافق البنية التحتية للطاقة مع اقتراب فصل الشتاء.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت مواقع للقوات الأوكرانية في منطقة أوروجيني في دونيتسك.
ونشرت الوزارة صورا قالت إنها تظهر تدمير مدرعات أوكرانية، مشيرة إلى أنها كشفت عن الأهداف باستخدام مسيّرات استطلاع.
كما نشرت وزارة الدفاع الروسية صورا قالت إنها تظهر استهداف قواتها لجنود أوكرانيين في محور زاباروجيا. وأشارت إلى أن عملية الاستهداف تمت باستخدام مسيرات وقذائف الهاون في الخنادق التي يتحصنون فيها.
من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن القوات المسلحة الأوكرانية فشلت في اختراق الدفاعات الروسية في محور زاباروجيا.
وأضاف -في اجتماع للهيئة القيادية بوزارة الدفاع- أن القوات الروسية تمكنت من إضعاف القدرات القتالية الأوكرانية في منطقة العملية العسكرية، حسب قوله.