قالت صحيفة (الأهرام)، إنه ربما لا يعرف الكثيرون من أبناء الجيل الجديد عندنا حلاوة الإحساس بالفخر والعزة والشموخ الذي شعر به آباؤهم، عندما كانوا شبابا في أثناء نصر أكتوبر المجيد في عام 1973؛ لقد كان إحساسا لا يمكن وصفه بأي كلمات، إذ في لحظة واحدة تحولت الأمة المصرية من حالة الخمول والهزيمة واليأس إلى حالة من النشاط والحيوية والانطلاق، فتحولت الهزيمة إلى نصر مؤزر عملاق، توقف أمامه التاريخ بكل الدهشة والانبهار.
وذكرت الصحيفة – في افتتاحية عددها الصادر اليوم الخميس تحت عنوان (استلهام دروس أكتوبر) – أن هذا لعل هو الدرس الأول المستفاد من هذا النصر العظيم، ألا وهو أن الأمة المصرية، إذا قررت اليقظة والانطلاق الحضاري، فإنها تحقق ما لا يتوقعه أحد، هكذا كانت طوال تاريخها العريق، وهكذا ستظل بإذن الله، وكما نجحت قواتنا المسلحة الباسلة في إنجاز هذا النصر الجبار، فإن الأمة المصرية قادرة على إنجاز ملحمة التنمية الجارية الآن على قدم وساق في شتى المجالات.
وأضافت الصحيفة أن الدرس الثاني من نصر أكتوبر هو أن جيش مصر الوطني المحب لكل حبة رمل في أرض وطنه، سيبقى درع هذه الأمة المصرية وسيفها البتار الذي يذود عن الأرض، ويحمي العرض، وبالنسبة للدرس الثالث، فهو أن العالم لا يحترم إلا الأقوياء، ولذلك فإننا نحن – المصريين – عندما ظهرت قوتنا في ظهيرة 6 أكتوبر 1973، سارعت الدنيا كلها إلينا لتقديم فروض الاحترام والتقدير، وفي عالم اليوم تتمثل القوة في النجاح في التعليم والبحث العلمي وإنتاج التكنولوجيا والذكاء، وهو ما سننجح فيه كما نجحنا في معركة الكرامة قبل 50 سنة، وهكذا فإن دروس أكتوبر لو استلهمناها اليوم، فسوف ننجز الكثير والكثير.