أعلنت أذربيجان -اليوم الخميس- أنها اعتقلت رئيسا سابقا لإقليم ناغورني قره باغ الانفصالي الذي سيطرت عليه بعد عملية عسكرية سريعة في سبتمبر/أيلول الماضي، فيما أدانت أرمينيا ما وصفته بالاعتقال التعسفي لعدد من قادة الإقليم الانفصاليين من قِبَل باكو.
وقال الادعاء العام وجهاز أمن الدولة الأذري، في بيان مشترك، إن السلطات اعتقلت أراييك هاروتيونيان، الرئيس السابق للسلطة الأرمنية في إقليم قره باغ، “بشبهة شن حرب عدوانية على أذربيجان وارتكاب جرائم حرب” وفق البيان.
وجاء في البيان أن جهاز أمن الدولة ألقى القبض على هاروتيونيان في عاصمة الإقليم خانكندي -المعروفة أيضا باسم مدينة ستيباناكيرت- يوم الثلاثاء الماضي 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ونقله إلى باكو.
وترأس هاروتيونيان (49 عاما) الحكومة الانفصالية الموالية لأرمينيا في الإقليم المتنازع عليه في عام 2020، خلال الحرب الدامية التي اندلعت في ناغورني قره باغ بين القوات الأذرية والانفصاليين الأرمن للسيطرة على الإقليم، لكنه تنحى عن كرسي الرئاسة بداية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، قبل وقت قصير من هجوم باكو الذي أسفر عن بسط سيطرتها على المنطقة.
وتتهم باكو هاروتيونيان بإعطاء أوامر بشن هجمات بالصواريخ الباليستية على مدينة كنجة الأذرية خلال الحرب التي تسببت في مقتل العديد من المدنيين. وكانت قد أصدرت مذكرة اعتقال غيابية بحقه، إضافة إلى مذكرة بحث دولية صدرت بحقه أيضا.
واعتقلت أذربيجان العديد من المسؤولين الانفصاليين السابقين والقيادة العسكرية في ناغورني قره باغ، بعد عمليتها العسكرية الأخيرة في الإقليم، من بينهم روبن فاردانيان الذي ترأس الحكومة الانفصالية في الإقليم لبضعة شهور من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حتى فبراير/شباط من العام الجاري.
تنديد
وكانت وزارة الخارجية الأرمينية أعربت -أمس الأربعاء- عن إدانتها لاعتقال أذربيجان عددا من القادة الانفصاليين من إقليم ناغورني قره باغ.
وقال وزير الخارجية الأرميني إن بلاده ستتخذ كل الخطوات الممكنة لحماية حقوق ممثلي الإقليم الذين اعتقلوا بطريقة وصفها بأنها تعسفية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أبناء الرئيس الانفصالي السابق قولهم إنه ليست لديهم أي معلومات عن ظروف اعتقاله، وأعربوا عن “خشيتهم على حياته وصحته”، فيما دعت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى احترام حقوقه.
وكانت أذربيجان أعلنت في 20 سبتمبر/أيلول الماضي أنها استعادت سيادتها على إقليم ناغورني قره باغ، فيما سلّم الانفصاليون الأرمن أسلحتهم ومعداتهم العسكرية، وانسحبوا من المنطقة بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه بعد العملية العسكرية السريعة التي شنتها باكو في الإقليم الشهر الماضي.