يجمع محللون وخبراء في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي تحدثوا لبرنامج “ما وراء الخبر” على أن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية تعمل على تطوير أدوات وأساليب المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، مما بات يفشل محاولات اقتحام ومداهمة الاحتلال للبلدات والمخيمات الفلسطينية.
فقد أعلنت فصائل فلسطينية عن اشتباكات عنيفة خاضتها في وقت سابق مع قوات الاحتلال أثناء اقتحامها مخيم طولكرم، مما أوقع إصابات في صفوف جنود الاحتلال، الذي أقر بإصابة 5 من قواته وصف حالة أحدهم بالحرجة. وقد أوضحت المقاومة أنها نصبت كمينا من عبوات متفجرة عن بعد لجنود الاحتلال عند مدخل المخيم.
وتحدث الدكتور حسن خريشة، نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، عن ما أطلق عليه “مثلث المقاومة الفلسطينية”، الذي يشمل نابلس وجنين وطولكرم وبات يحبط محاولات الاقتحام الإسرائيلية الهادفة لاجتثاث المقاومين في تلك المناطق.
وأضاف خريشة -في حديثه لحلقة (2023/10/5) من برنامج “ما وراء الخبر- أن المقاومة الفلسطينية بصدد تطوير أساليب وأدوات مواجهتها للاحتلال، وهناك شباب وفدائيون جدد يتّحدون في الميدان ويشتبكون مع المستوطنين ومع قوات الاحتلال.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قالت في وقت سابق إن المقاومة فرضت قواعد اشتباك جديدة مع قوات الاحتلال في الضفة الغربية.
وفي السياق، أكد مدير مركز مدى الكرمل للدراسات الاجتماعية التطبيقية والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن المقاومة الفلسطينية تحسّن أداءها وتقوم بعمليات نوعية، رغم كثافة المداهمات الإسرائيلية، وباتت تسبب حرجا كبيرا للإسرائيليين سياسيا ومعنويا وعسكريا واستخباراتيا، إذ إنها نجحت في كسر الغطرسة الأمنية الإسرائيلية وتكبيد قوات الاحتلال الخسائر خلال محاولات دخول أحياء وقرى الضفة الغربية.
وزيادة على ما سبق، يرى ضيف برنامج “ما وراء الخبر” أن المقاومة الفلسطينية هي وحدها القادرة على إبقاء الموضوع الفلسطيني حيا على عربيا وعالميا، بالإضافة إلى التذكير بأن السكان الأصليين لفلسطين موجودون ويقاومون، مما يؤثر على المجتمع الإسرائيلي، بحسب الضيف.
ولو كانت هذه المقاومة في إطار إستراتيجي أوسع -كما يقول مهند مصطفى- لكان تأثيرها أكبر، موضحا أنه لولا المقاومة لزاد عنف المستوطنين ولزاد الاستيطان.
توسيع رقعة التطبيع
وتعليقا منه على موقف الولايات المتحدة الأميركية من تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية، أوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية والباحث بجامعة جورج تاون الدكتور خليل العناني أن الهدف الإستراتيجي لإدارة جو بايدن هو توسيع رقعة التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل لحماية المصالح الأميركية والإسرائيلية.
ورغم قلق الإدارة الأميركية من أي تصعيد في المنطقة وحديثها عن حل الدولتين، فإنها لم تتخذ أي إجراءات عملية أو خطوات لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.
وأشار العناني إلى دعم أميركا السياسي والعسكري لحليفتها إسرائيل، وأن إدارة بايدن تحاول أن تظهر -خلال الموسم الانتخابي الأميركي- أنها قادرة على إبرام صفقات سلام بين تل أبيب ودول عربية، رغم عدم وجود حل للقضية الفلسطينية.
ووصف الوضع الراهن على مستوى القضية الفلسطينية بالقاتم في ظل غياب أي تحرك أميركي للضغط على إسرائيل، التي قال العناني إنها تراهن بدورها على ضعف الإدارة الأميركية الحالية، وعلى إمكانية عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
لكن نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني يرى أن صفقات التطبيع بين العرب وإسرائيل “لن تمر فلسطينيا”، لأن المقاومين الفلسطينيين من خلال عملياتهم يرسلون رسائل تفيد بأن الفلسطينيين وحدهم من يقررون مستقبلهم، مؤكدا أن رسالة هؤلاء المقاومين واضحة “التطبيع خيانة وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية”.