قال فيغان كورولي نائب وزيرة العدل الكوسوفية إن الوضع الأمني في كوسوفو مستقر حاليا لكن بريشتينا تعتقد أن صربيا تخطط لهجوم آخر، وذلك مع استمرار التوتر بين الجانبين عقب مقتل شرطي كوسوفي الشهر الماضي على يد مهاجمين صرب.
وفي تصريحات للجزيرة، اتهم كورولي صربيا بالوقوف وراء الهجوم على الشرطة وأن سلطات كوسوفو ضبطت أسلحة وذخيرة تعود للجيش الصربي.
ولفت المسؤول أن الهجوم الأخير على الشرطة هدفه “تقسيم كوسوفو وفصل شمال البلاد حيث يعيش صرب كوسوفو، وربما إنشاء جمهورية جديدة لهم”، وفق تعبيره.
وعام 2008، أعلنت كوسوفو بشكل أحادي استقلالها عن صربيا لتعترف بها معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وتركيا، إلا أن صربيا لا تزال تعتبرها جزءا من أراضيها.
ورأى نائب وزيرة العدل أن تورط صربيا في الهجوم على الشرطة الكوسوفية يجب أن يعاقب من قبل ما وصفها بالمجموعة الدولية وعلى رأسهم الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة.
المتهم الرئيس
وطالب كورولي صربيا بتسليم ميلان رادويتشيش الزعيم السابق لصرب كوسوفو المتهم بتنظيم العملية ضد الشرطة الكوسوفية.
واعتبر أن إطلاق سراح رادويتشيش من قبل صربيا يؤكد أنه يحظى بالحماية وأنه يتحرك بأوامر مباشرة من الرئيس ألكسندر فوتشيتش الذي “يقف بنفسه وراء العملية الارهابية التي استهدفت شمال كوسوفو”، وفق تعبيره.
وكان القضاء الصربي قد أفرج عن رادويتشيش، بعد أقل من 24 ساعة من اعتقاله في بلغراد التي فر إليها في أعقاب العملية التي نفذتها -قبل 10 أيام- مجموعة صربية في قرية بالشمال الكوسوفي، مما أدى إلى مقتل شرطي من كوسوفو.
واتهم كلٌ من رئيس الوزراء ووزير الداخلية الكوسوفيين صربيا بالوقوف وراء العملية، وأنها تهدف إلى ضم الشمال الكوسوفي الذي تعيش فيه أقلية صربية.
ويأتي الإعلان عن توقيف رادويتشيتش ثم الإفراج عنه غداة تأكيد صربيا سحب بعض قواتها المتمركزة بالقرب من الحدود مع كوسوفو، وعودتها بمستوى قواتها على طول الحدود مع كوسوفو إلى الوضع الطبيعي، وذلك بعد أن زادت الأعداد المنتشرة هناك في أعقاب تبادل لإطلاق النار في شمال كوسوفو أسفر عن مقتل 4 أشخاص.
وتصاعدت التوترات بين بلغراد وبريشتينا منذ 24 سبتمبر/أيلول الماضي عندما اشتبكت شرطة كوسوفو بالقرب من قرية بانيسكا في شمال كوسوفو مع نحو 30 صربيا مسلحا تحصنوا في دير أرثوذكسي صربي، وقتل 3 من المهاجمين إضافة إلى رجل الشرطة.
ويرفض العديد من أفراد الأقلية الصربية في كوسوفو (عددهم 120 ألفا) إعلان ولائهم لبريشتينا بتشجيع من بلغراد، وخصوصا في شمال كوسوفو بالقرب من الحدود مع صربيا والذي يشهد اشتباكات متكررة ومظاهرات وأعمال عنف أحيانا.