الدكتور نوح العيسوي يلقي الخطبة بمسجد السيد البدوي عن الشهداء:
من جميل القدر تزامن نصر أكتوبر والعيد القومي للغربية والمولد النبوي
الشهادة في سبيل الله منحة ربانية يختارها لمن يشاء
لله در الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم أملاً فيما عنده
لهذه الأسباب الدفاع عن الوطن واجب وفرض
ألقى الدكتور نوح العيسوي، من علماء وزارة الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم، من مسجد السيد البدوي، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، متحدثا في موضوع الخطبة التي نقلها التليفزيون المصري على الهواء مباشرة، عن «فضل الشهادة ومكانة الشهداء عند ربهم».
وقال الدكتور نوح العيسوي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الشهادة في سبيل الله وفي سبيل الوطن والحفاظ عليه من أجل القربات وأعظم العبادات.
وأضاف نوح العيسوي، في خطبة الجمعة، من مسجد السيد البدوي، بمدينة طنطا، متحدثا عن «فضل الشهادة ومكانة الشهداء عند ربهم» أن الشهادة في سبيل الله منحة إلهية وكرامة ربانية، يصطفي الله لها من يشاء من عباده المخلصين.
واستشهد خطيب الأوقاف بقول الله تعالى (وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ) منوها أن الشهادة في سبيل الله درجة عظيمة ومنزلة عالية ويكفي أن الله تعالى قرن منزلة الشهداء بمنزلة النبيين والصديقين في القرآن الكريم.
واستشهد بقول الله تعالى (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا).
وأكد خطيب الأوقاف، أن الشهداء في أرفع الدرجات عند الله عزوجل، ضحوا بأنفسهم في سبيل الله ولذلك جعلهم الله في صحبة النبيين والصديقيين، ليكونوا من المنعمين في الدنيا والآخرة.
وشدد على أن الشهيد الحق هو من مات دفاعا عن دينه وعرضه ووطنه، سلم نفسه لله فاشتراها الله منه بأغلى ثمن، تاجر مع الله فربح بيعه ووعده الله الجنة.
واستشهد بقول الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
وقال نوح العيسوي، إن المصريين يحتفلون في هذا اليوم من كل عام، بذكرى نصر أكتوبر، تلك اللحظة التي استعادت فيها القوات المسلحة العزة والكرامة لمصر والأمة العربية.
وأضاف نوح العيسوي، أن من حسن أقدار الله عزوجل، أن يتوافق احتفال نصر أكتوبر، مع العيد القومي لمحافظة الغربية، التي تصدى أهلها بالدفاع ورد العدوان بقوة وبسالة.
وذكر أن من جميل القدر، أن يتوافق نصر أكتوبر والعيد القومي لمحافظة الغربية مع شهر المولد النبوي الكريم، فهو قدر من أقدار الله الجميلة.
وتابع: وفي هذه الذكرى الخالدة نتذكر شهداءنا الأبرار، الذين بذلوا أرواحهم دفاعا عن أرضهم وعرضهم ووطنهم، وسطروا في تاريخهم أسمى معاني البطولة والتضحية والفداء لهذا الوطن العظيم، ورووا بدمائهم أرض مصر وترابها وضحوا بأنفسهم من أرجل رفعة شأنها وتحقيقا لاستقرارها، فنالوا بذلك شرف الدنيا وكرامة الآخرة.
وقال الدكتور نوح العيسوي، إن لله در الهداء الذين ضحوا بأرواحهم أملاً فيما عنده سبحانه وتعالى، وهذا ما جعل النبي مع رفعة قدرة وعلو منزلته كان يتمنى الشهادة بيانا لعظيم منزلتها فيقول: «والَّذي نفسي بيدِه لولا أنْ أشُقَّ على المسلِمين ما قعَدْتُ خَلفَ سَريَّةٍ تغزو في سبيلِ اللهِ أبدًا ولكنْ لا أجِدُ سَعةً فأحمِلُهم ولا يجِدون سَعةً فيخرُجون ويشُقُّ عليهم أنْ يتخلَّفوا بعدي والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه لَودِدْتُ أنِّي أغزو في سبيلِ اللهِ فأُقتَلُ ثمَّ أحيا فأُقتَلُ ) قال ذلك ثلاثًا».
وتابع خطيب الأوقاف: «ما أحوجنا في هذه الذكرى أن نتذكر شهدائنا الأبرار الذين فازوا برضوان الله تعالى وأن نجدد في أنفسنا التضحية في سبيل الله والوطن حتى ننال الأجر الذي أكرم من سأله الشهادة بصدق منازل الشهداء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:”مَنْ سأَلَ اللَّه تَعَالَى الشَّهَادةَ بِصِدْقٍ بلَّغهُ اللهُ منَازِلَ الشُّهَداءِ وإنْ ماتَ على فِراشِهِ”.
وأكد الدكتور نوح العيسوي من علماء وزارة الأوقاف، أن الله تعالى كرم الشهداء بكرامات وخصهم بمنح عظيمة ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه».
وتابع خطيب الأوقاف: «فلنستلهم جميعا من هذه الذكرى الخالدة بأن نحافظ وندافع عن الأوطان، فهو من صميم مقاصد الأديان، ولنعلم أن الدفاع عن الوطن لا يقع على جيل دون جيل بل هو قاسم مشترك بين أبناء الوطن، وأنه واجب وفرض ولازم على جميع أبنائه».