أكدت صحيفة (الأهرام) أن المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين – التي اندلعت أمس في غزة – تشكل تصعيداً خطيراً في المنطقة، سيكون له الكثير من التداعيات السلبية والأمنية والسياسية، ويتطلب ضرورة ضبط النفس من قبل الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، والتحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي لاستعادة الهدوء، مشيرة إلى أن العنف والتصعيد لن يحققا أي أهداف، وإنما يطيلان من أمد الصراع ويزيدان من تكلفته الإنسانية والبشرية والاقتصادية الهائلة.
وكتبت الصحيفة – في افتتاحيتها اليوم /الأحد/ تحت عنوان “تصعيد خطير” – أن هذه الجولة الجديدة من المواجهات الدموية بين الجانبين ما هي إلا عرض لمرض حقيقي ومزمن، وهو استمرار الاحتلال وغياب حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يفضي إلى استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقاً للمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق عودة اللاجئين.
وأضافت أن استمرار الخطوات الأحادية ومواصلة بناء المستوطنات غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية وفي القدس، والانتهاكات المتواصلة ضد الفلسطينيين وضد المقدسات الإسلامية، خاصة المسجد الأقصى واقتحامه المتكرر من قبل المستوطنين المتشددين والتضييق على المصلين الفلسطينيين، كلها عوامل تُغذي بيئة العنف والصراع وعدم الاستقرار.
وأشارت إلى أن هذه المواجهات العسكرية سيدفع ثمنها المدنيون بشكل أساسي خاصة في الأراضى الفلسطينية وتفاقم من معاناتهم في ظل التحديات والأزمات الاقتصادية العالمية، كما أنها تؤدي لتدمير البنية التحتية وغياب الخدمات الأساسية، خاصة في ظل اتساع دائرة المواجهات بين الجانبين وقيام إسرائيل بالتصعيد الشامل في قطاع غزة؛ رداً على العمليات الفلسطينية.
وتابعت (الأهرام) “لاشك أن تكرار هذه المواجهات العنيفة وغير المسبوقة والتي تختلف بشكل كبير عن جولات الصدام السابقة، يمثل جرس إنذار للمجتمع الدولي والقوى الكبرى، للتحرك بفاعلية لحماية الشعب الفلسطيني من الانتهاكات المستمرة ضده، كذلك التحرك بفاعلية، خاصة من جانب أمريكا، للانخراط في عملية سلام شاملة وفقاً لحل الدولتين، والضغط من أجل وقف الممارسات الاستيطانية الإسرائيلية”، لافتة إلى أن هذا تصعيد يتطلب تحرك المجتمع الدولي لوقف هذه المواجهات وتثبيت الهدنة المبرمة ووقف إطلاق النار من قبل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية والتي لعبت فيها مصر دوراً فاعلاً وبارزاً، وذلك انطلاقا من الجهود المصرية المتواصلة لمنع التصعيد، وتحقيق التهدئة وتنشيط المسار السياسي.