كشفت عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس والفصائل الفلسطينية في إسرائيل، عن إزدواجية كبيرة في المعايير التي تسير وفقها الدول الغربية، وخاصة أمريكا وألمانيا وبريطانيا وأوكرانيا.
وتتواصل على مدار ثلاثة أيام عملية طوفان الأقصى، التي تنفذها الفصائل الفلسطينية، والتي نتج عنها أكثر 800 قتيل بين صفوف الإسرائيليين، إضافة إلى أثر وجرح المئات، وتدمير كثير من المعدات والعربات التابعة لجيش الاحتلال.
زلزال عظيم في فلسطين المحتلة
وأعلنت عدد من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وألمانيا، تضامنهم مع دولة الاحتلال، رافضين ما قامت به حركة حماس، من رد فعل التصرفات الإجرامية التي قامت بها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين، سواء في المدن الفلسطينية المختلفة أو الضفة أو قطاع غزة أو غيره من المخيمات.
وفي هذا الصدد، أمرت وزارة الدفاع الأميركية مجموعة حاملة الطائرات الهجومية “يو إس إس جيرالد فورد”، بالإبحار إلى شرق البحر المتوسط لتكون جاهزة لمساعدة إسرائيل، حسبما قال مسؤولان أميركيان الأحد.
ويرافق المجموعة القتالية ما يقرب من 5000 بحار وطائرات حربية وطرادات ومدمرات.
وكانت حاملة الطائرات ومقرها نورفولك بولاية فيرجينيا موجودة بالفعل في البحر المتوسط، وأجرت الأسبوع الماضي مناورات بحرية مع إيطاليا في البحر الأيوني.
دول غربية مؤيدة لإسرائيل
وأعلنت ألمانيا، الأحد، أنها ستجري مراجعة للمساعدات التي تقدمها للفلسطينيين، والتي تبلغ قيمتها مئات الملايين من اليورو، في أعقاب الهجمات التي شنتها حركة حماس وفصائل فلسطينية داخل مدن وبلدات إسرائيلية في محيط قطاع غزة.
وقالت وزيرة التنمية سفينيا شولتسه، إن “الحكومة كانت دوماً حريصة على التحقق من قصر استخدام التمويلات على أغراض سلمية”، مضيفة: “غير أن هذه الهجمات على إسرائيل أحدثت صدعاً كبيراً… سنراجع مجمل تعاملاتنا” مع الفلسطينيين، وفق ما أوردت وكالة “رويترز”.
وأردفت أن بلادها “ستبحث مع إسرائيل أفضل السبل لخدمة مشروعات التنمية في المنطقة، بالتنسيق مع شركاء دوليين”.
ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة الأمريكية تقف إلى جانب إسرائيل، ولن تتوانى عن دعم تل أبيب بالمساعدات.
وأضاف بايدن، في كلمة له على هامش “الحرب” الجديدة بين حركة حماس وإسرائيل، بأنه شاهد صورا فظيعة لآلاف الصواريخ تسقط خلال ساعات على مدن إسرائيلية.
هجوم مباغت شنته حماس
وتابع بايدن “هناك أبرياء يُخطفون، وأسر إسرائيلية تُقتل من طرف حماس الإرهابية” وفق تعبيره.
ومن جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، زعماء العالم إلى إظهار التضامن والوحدة في دعم إسرائيل وإدانة “الهجوم الإرهابي” الذي نفذته حركة “حماس” الفلسطينية.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “بالانتقام القوي” بعد الهجوم المباغت الذي شنته “حماس” وأسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص في أكثر الأيام عنفاً في تاريخ إسرائيل منذ نصف قرن.
وقال زيلينسكي الذي يخوض جيشه قتالاً ضد الغزو الروسي منذ 19 شهراً، إن إسرائيل لها “كل الحق” تماما مثل أوكرانيا في حماية نفسها.
وأضاف زيلينسكي في خطابه المسائي عبر الاتصال المرئي: “لتكن قيمة الحياة الإنسانية وعدم التسامح مع الإرهاب هي المبادئ التي ستوحد العالم أجمع في النهاية”.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن “بريطانيا تدعم حق إسرائيل في اتخاذ إجراءات متناسبة، في إطار القانون الدولي، لإنهاء العنف”.
إيران تشيد بهجمات المقاومة
وقال المتحدث للصحافيين “نؤيد ممارسة إسرائيل حقها في الدفاع عن النفس واتخاذ إجراءات متناسبة لإنهاء العنف.. في مثل هذه المواقف يمكنهم اتخاذ إجراء متناسب، والتصرف في إطار القوانين الدولية”.
وكان رئيس وزراء بريطانيا قد أكد، أمس الأحد، أن المملكة المتحدة ستقدم لإسرائيل “أي دعم” تحتاجه.
ومن جانبها، الت وزارة الخارجية الإيرانية: إن اتهام طهران بالقيام بدور في العمليات في فلسطين له دوافع سياسية لتبرير هزيمة إسرائيل.
وأكدت الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين، أن إرسال أمريكا حاملة طائرات للمتوسط بمثابة مشاركة عملية في العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وأضافت، “المقاومة الفلسطينية تتمتع بالقدرة والإرادة للدفاع عن الشعب الفلسطيني وأثبتت ذلك عمليا”.
عدم تقدير الغرب البلاد العربية
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية: إن غض أمريكا وبعض دول أوروبا النظر عن جرائم إسرائيل ووضع المقاومة بموقع المتهم أمر مرفوض.
وحول الموقف وإزدواجية المعايير التي تمارسها الدول الغربية، يقول مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إنه ليس جديدا تجاهل الغرب جرائم إسرائيل، ولا تجاهل الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الجديد والمهين والمقيت هو طبيعة العلاقات العربية مع العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية، التي لا يراعوا لها تقديرا.
وأضاف غباشي- خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الدليل على عدم مراعاة وتقدير الغرب البلاد العربية، هو موقف العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية، مما هو حادث الآن في غزة وفي اليات الصراع الموجودة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأشار غباشي، إلى أن الأمر هنا مرشح للتطور والتهور بدرجة كبيرة، خاصة أن هناك حديث أن إسرائيل تجهز لاجتياح غزة بريا وهذه مسألة خطيرة، وواجب على العالم العربي والإسلامي أن يكون له موقف شديدا من هذه المسألة.