وافق حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب الأكاديمية العسكرية 2023، اليوبيل الذهبي للاحتفال بانتصارات أكتوبر المجيدة عام 1973، التي استطاعت فيها القوات المسلحة المصرية تلقين العدو درسا قاسيا واسترداد جزءا غاليا من أرض الوطن “شبه جزيرة سيناء”.
طلاب الأكاديمية العسكرية
وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حفل تخرج طلاب الأكاديمية والكليات العسكرية، بحضور عدد من الوزراء ورجال الدولة، حيث بدأ حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة الأكاديمية العسكرية 2023، بمراسم وضع وسام الجمهورية على علم القوات المسلحة، بمناسبة مرور 50 عاما على حرب أكتوبر المجيدة، وظهر في سماء العرض طائرات مقاتلة، تشكل رقم 50 تزامنا مع مرور 50 عاما على نصر أكتوبر المجيد.
وتحدث الرئيس السيسي عن التحديات التي تواجه مصر، قائلا: “شاء الله أن تكون مصر مطمئنة وآمنة، ويمكن تكون هناك صعوبات وتحديات موجودة لكن الأمر المهم أن نظل ثابتين وصامتين وآملين ومتفائلين بالله سبحانه وتعالى”، مضيفا أن “مصر تدير سياساتها بشكل يهدف في الأول وفي الآخر إلى السلام والتنمية والبناء والتعاون هذه سياساتنا ليس فقط في فترة تولينا المسئولية ولكن قبل ذلك أيضا”.
وتحدث الرئيس عن أبرز التحديات التي تواجه مصر، قائلا خلال كلمة له على هامش الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلاب الأكاديمية العسكرية: “بالنسبة للمصريين اعرف التحديات من 2011 والظروف صعبة ومن أزمة لأزمة لكن عزائنا أن ربنا سبحانه وتعالى بيسلم البلد دى من كل شر وسوء”.
وأضاف الرئيس السيسي: “الأمر بالنسبة إلينا مرتبط بحياة وتكلفتها، ولكن هناك فارق كبير بين تكاليف حياة وبين إهدار حياة وبين تكاليف حياة قد تكون غالية علينا وبين إهدار حياة وخراب دول، ومصر هتفضل بفضل الله سبحانه وتعالى صامتة وباقية وقادرة بيكم أنتم ومحدش يستطيع المساس بمصر إلا من خلالكم لكن قدرة مصر على تأمين نفسها وحماية نفسها بفضل الله كافية، وشعبها أيضا مسئول معنا على حفظ مصر وأمنها”.
وتابع الرئيس، خلال حفل تخريج طلاب الأكاديمية العسكرية موجها حديثه للمصريين: “أوعوا حد يزين لكم أو يفتنكم كفاية خراب الدول الأخرى، ومبروك أبنائنا وبنتانا اللى اتخرجوا انهاردة وربنا يحفظكم وتكونوا دائما قدرة وقوة لمصر”.
فيما قال الكاتب الصحفي أحمد التايب، إن احتفال الدولة المصرية بخريجي الكليات العسكرية يأتي تخليدًا للتقاليد العسكرية خاصة أن شرف الجندية في أعرق جيش لا يضاهيه شرف، وأعتقد إن أهمية العروض العسكرية والاحتفال بخريجي الكليات والمعاهد العسكرية هذا العام أنها تأتي في ذكرى مرور 50 عاما على نصر أكتوبر المجيد، الذي يعد علامة مضيئة في العصر الحديث، خاصة أن القوات المسلحة المصرية أثبتت للعالم كله أنها قادرة على المواجهة، وحماية وصون مقدسات الوطن، وحققت المعجزة في انتصار أصبح يدرس حتى الآن في الأكاديميات العسكرية حول العالم.
وأضاف التايب – خلال تصريحات لــ”صدى البلد”: ما زالت القوات المصرية تواصل العطاء من بعد نصر 1973 تحت شعار “يد تبنى ويد ترفع السلاح”، حيث خاضت عدة معارك مهمة خاصة بعد 2011 في حفاظها على الوطن من الضياع وغلق الباب أمام قوى الشر من النيل من مقدرات الدولة المصرية والشعب المصري فى ظل تحديات وأخطار جسيمة في الإقليم.
وأكد أن أهم ما يميز القوات المسلحة المصرية، أنها تحرص دائما على الارتقاء بنظم الإعداد والتأهيل لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية وفقا لأحدث العلوم العسكرية، والتسلح بالعلم والمعرفة من أجل تحقيق أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي، لذلك فهى مواكبة دائما للعصر من حيث التأهيل والتدريب والتسليح ما يجعلها قادرة على العطاء من أجل الوطن، والعالم كله رأى كيف واجهت الدولة المصرية من خلال قواتها المسلحة والقوات الأمنية عظمة الانتصار فى معركة الإرهاب في سيناء، ولم تكتف بذلك بل قامت بالبناء والتعمير في سيناء ، لتعطى النموذج في الفداء والعطاء لخدمة هذا الوطن.
جيشنا خير أجناد الأرض
من جانبه أكد الكاتب الصحفي العارف بالله طلعت، أن قوة مصر وشعبها مستمدة من قوة وعزة جيشها، فهو جيش الشعب ومن الشعب وإلى الشعب، وصدقت مقولة أنهم “خير أجناد الأرض”، وأنهم في “رباط إلى يوم الدين” وما أن يشكك البعض في ذلك حتى تأتي الوقائع لتؤكد صدق المقولة وقوتها، مشيراً إلى أن الجيش المصري على مدار تاريخه جزء لا يتجزأ من شعب مصر العظيم وأن من أسباب قوة هذا الجيش أنه لم يعتمد يوماً على المرتزقة الأجانب، وإنما اعتمد على المصريين أبناء الأرض الطيبة، وأنه على مر العصور حظى الجيش المصري بمكانة عظيمة واحترام شعبي ودولي لتاريخه العريق ودوره الوطني داخليا وإقليميا بل وعالميا.
وشدد: لم يكن الجيش يوما مجرد أداة للحروب بل كانت المؤسسة العسكرية نواة للتنمية الشاملة وقاطرة التحديث بالمجتمع والبوتقة التي تنصهر بها كل الخلافات محققا الاندماج الوطني واليد المصرية القوية، مشيراً إلى أن القوات المسلحة المصرية من أعرق المؤسسات على مر التاريخ، ولا يخفى على أحد دور الجيش المصري منذ عهد الفراعنة حتى تأسيسه في الدولة الحديثة على يد محمد علي باشا؛ ليصبح من وقتها حتى الآن من أقوى الجيوش في المنطقة ومشاركًا أساسيًا في تحديد مستقبل شعبه وشعوب المنطقة؛ ليثبت أنه وبحق خير أجناد الأرض.
وأكد طلعت، أن الجيش المصرى يعد من أقدم الجيوش النظامية في العالم، حيث تأسس قبل أكثر من 5200 عام، وكان ذلك بعد توحيد الملك نارمر لمصر حوالي عام 3200 ق.م، قبل ذلك العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر.
وأضاف طلعت – خلال تصريحات لــ”صدى البلد”: مازالت بعض الخطط الحربية المصرية القديمة تدرس في أكاديميات العالم ومصر العسكرية، ومهدت حرب الاستنزاف الطريق لجيش مصر لخوض أعظم معاركه فى التاريخ الحديث معركة العبور العظيم يوم السادس من أكتوبر عام 1973، والتغلب على أكبر مانع مائي في تاريخ الحروب، وإهالة الساتر الترابي وتحطيم خط بارليف الحصين، الذي وصف بأنه أقوى من خط “ماجينو”.
وأكد: أثبتت حرب أكتوبر عظمة شعب مصر والتحامه التام مع قواته المسلحة، فقدم أولاده فداءً لمصر، ولا أدل على ذلك من أنه لا تخلو قرية مصرية في طول البلاد وعرضها من مدرسة تحمل اسم أحد الشهداء، وبرهنت حرب أكتوبر على تحضر شعب مصر، إذ لم تسجل محاضر الشرطة جريمة واحدة طوال أيام الحرب التي جعلت الكل على قلب رجل واحد من أجل مصر.
ولفت إلى أنه مع تزايد الأخطار حول مصر بدرجة غير مسبوقة وتعدد التهديدات المحيطة بها، ومع ظهور أجيال الحرب الجديدة تحتم الحصول على مصادر قوة تواكب أحدث ما في العصر من تطور لنوعيات التسليح لمواجهة التحديات، لذا شهدت قواتنا المسلحة في الآونة الأخيرة طفرة نوعية وكمية هائلة في مجال التسليح غير مسبوقة في تاريخها الحديث، ولأول مرة منذ إعادة بناء القوات المسلحة بعد 1967 نجحت القيادة المصرية في تحقيق قفزات واسعة الخطى في أسلحة كافة الأفرع الرئيسية وضعتها فى مصاف الجيوش الرائدة.
وشهد الرئيس السيسي، عرضا للمعدات التي شاركت في حرب أكتوبر 1973، وذلك خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب الأكاديمية والكليات العسكرية 2023.
وأوضح العرض أن الجندي المصري استخدم أسلحة ومعدات تخطى بها قدراتها الفنية والقتالية ليسطر بها أمجاده وبطولاته، وظهر في العرض أعلام الدول العربية التي شاركت مصر حربها.
ووقف الرئيس السيسي لتحية أعلام الدول العربية التي شاركت مصر حربها في أكتوبر 1973 (المملكة الأردنية الهاشمية، الإمارات العربية المتحدة، الجمهورية التونسية، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، المملكة العربية السعودية، جمهورية السودان، الجمهورية العربية السورية، جمهورية العراق، دولة فلسطين، دولة الكويت، دولة ليبيا، المملكة المغربية، الجمهورية اليمنية) .