تخلّت وسائل إعلام عالمية بشكل نسبي عن الانحياز الحاد لجانب الاحتلال الإسرائيلي، في حربه الدائرة ضد قطاع غزة، التي أعلنها عقب بدء المقاومة الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى” يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث رصدت تدهور الأوضاع الإنسانية بالقطاع.
ورأى مقال نشرته صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية، أن قطاع غزة بات أخطر بقعة يمكن أن يمارس فيها الصحفيون عملهم، حيث يعيشون الحصار المفروض عليه بكل تفاصيله، مشيرا إلى مقتل عدد من الصحفيين منذ بداية الحرب الإسرائيلية.
بينما نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) البريطانية تقريرا قال، إن قطاع غزة يقترب من الانهيار، مضيفا بأن القصف الجوي للاحتلال ومنع الإمدادات لا يتركان مكانا آمنا لسكانه، كما يرى أن تشديد إسرائيل الحصار المفروض على القطاع، يقطع كل السبل أمام الفلسطينيين للخروج من غزة، في ظل استمرار غلق معبر رفح.
وقد رصدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية انتشار الذعر والارتباك بين كثير من سكان قطاع غزة، بعد دعوات الجيش الإسرائيلي للإخلاء العاجل، حيث يتخوفون من أن يكون النزوح دائما، كما حصل في 1948 عندما أُجبر أكثر من 700 ألف فلسطيني على الفرار من منازلهم.
وذهب موقع المونيتور الأميركي (Al-Monitor) في تقرير له إلى أن أي اجتياح بري لقطاع غزة، سيضع إسرائيل أمام معضلة كبيرة، تتمثل بالمخاطرة بالتوغل في منطقة تسيطر عليها حركة حماس، حيث لا يستبعد أن تكون مليئة بالفخاخ، كما أن العملية تخاطر بحياة الرهائن المحتجزين لدى حماس.
بينما نشرت مجلة “فورين أفيرز” (Foreign Affairs) الأميركية مقالا يستبعد انخراط جماعات مسلحة أخرى بالشرق الأوسط في الحرب، مسوغا ذلك بأسباب أهمها: غياب أي مؤشر يوحي بأن حماس خططت لمهاجمة إسرائيل مع جهة أخرى، وعدم تسجيل هجوم متزامن مع هجوم حماس لجهة أخرى معروفة بعدائها لإسرائيل في أكثر لحظاتها ضعفا.