مراسلو الجزيرة نت
القاهرة– تتحرك عديد من مؤسسات المجتمع المدني المصري تحت إشراف حكومي لتنظيم نشاط إغاثي داعم لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مدمر. وقد تنوعت أنشطة مؤسسات المجتمع المدني في عديد من المسارات، منها جمع التبرعات المادية والعينية والطبية، والتبرع بالدم، والإعداد لقافلة غذائية كبيرة، وسط إقبال شعبي لافت في انتظار فتح ممر إنساني أو السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأصدرت مشيخة الأزهر بمصر بيانا رسميا أكدت فيه أن “دعم الفلسطينيين المدنيين الأبرياء من خلال القنوات الرسمية هو واجب ديني وشرعي، والتزام أخلاقي وإنساني، وأن التاريخ لن يرحم المتقاعسين المتخاذلين عن هذا الواجب”.
وكانت كتائب القسام -الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وفصائل المقاومة الفلسطينية أطلقت عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، للرد على التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد المقدسات والفلسطينيين، وما زالت توابعها مستمرة وسط تضامن شعبي مصري واسع.
“قلوبنا مع غزة”
من جهتها، دشنت جمعية الهلال الأحمر المصري حملة شاملة لإغاثة غزة تحت شعار “قلوبنا مع غزة”، حددت فيها للمصريين 10 طرق للتبرع المادي للقطاع، عبر الرسائل النصية باستخدام الهاتف الجوال أو الحسابات البنكية أو التطبيقات المالية الإلكترونية الرائجة في مصر.
ودعا الهلال الأحمر المصري الجماهير على مدار الساعة إلى دعم جهودها الإغاثية لقطاع غزة عبر الإعلان “القصف مستمر والاحتياجات تزداد”.
وتواجه التبرعات بشكل عام قيودا قانونية مشددة في مصر، وتشرف وزارة التضامن الاجتماعي وجهات رقابية عديدة على مسار التبرعات، إذ لا بد من أخذ موافقات عدة قبل القيام بهذا الإجراء، لكن مع بدء العدوان الإسرائيلي بادرت الجمعيات المحسوبة على السلطة إلى فتح باب التبرع.
ولم يتوقف الهلال الأحمر المصري عند تلقي التبرعات المادية فحسب، بل قدم أيضا مساعدات طبية عاجلة للهلال الأحمر الفلسطيني، كدفعة أولى من حزم المساعدات المقدمة، وذلك “استجابة منها لتداعي الأحداث بقطاع غزة”، مؤكدة استمرار التنسيق على مدار الساعة، وفق بيان للهلال الأحمر المصري.
قافلة دعم غزة
وأطلق التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي (تحالف حكومي) مبادرة تحت عنوان “قافلة دعم غزة”، تشارك فيها عديد من الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني المستقلة لجمع المواد الغذائية والمساعدات الطبية تحضيرا لقافلة تتوجه إلى فلسطين في وقت لاحق.
وفي هذا السياق، دشنت مؤسسة مرسال البارزة في العمل الخيري الطبي بمصر (مؤسسة مستقلة) حملة لتقديم الدعم “للأشقاء الفلسطينيين” ضمن قافلة التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، وذلك بتوفير أدوية ومستلزمات طبية للحالات الحرجة، وحليب أطفال، وأطباء وممرضين ومسعفين، ودعم نفسي، وسيارة إسعاف، وحددت المؤسسة طرقا للتبرع المادي، على حساباتها الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما دشن بنك الطعام المصري (مؤسسة خيرية متخصصة في مجال الغذاء) حملة تبرع بمبلغ 400 جنيه مصري لتجهيز “كرتونة مواد غذائية” تكفي أسرة من قطاع غزة مكونة من 5 أفراد لمدة أسبوعين، على أن تشمل مواد غذائية معلبة ومياها وحليبا، وذلك ضمن قافلة دعم غزة.
وأوضح بنك الطعام المصري في بيان له أن عملية تعبئة الموارد الجارية حاليا لصالح غزة هي عملية تتم بتنسيق دقيق وعلى مدار الساعة مع الدولة المصرية، مؤكدا أنه لم يكن ليبدأ هذه العملية ما لم يكن متأكدا من القدرة على توصيل المساعدات.
جاء ذلك ردا على تساؤلات واسعة في المجتمع المصري عن مدى قدرة البنك على إدخال المواد الغذائية إلى القطاع المحاصر والذي يشهد عدوانا إسرائيليا، وقد أكد البنك أن فرصة “الدخول إلى غزة ستكون محددة بوقت، فبادروا بالمساعدة إن رغبتم ماديا أو عينيا أو بالمجهود”، وفق بيانه إلى المجتمع المصري.
“دمنا واحد”
وقد عادت إلى واجهة النشاط الإغاثي الداعم للفلسطينيين في مصر حملات التبرع بالدم.
ودشنت مؤسسة ” صناع الحياة” -المعروفة في المجال التنموي بالبلاد- مبادرة للتبرع بالدم تحت عنوان “دمنا واحد”، وسط مشاركة واسعة من المصريين.
وبالتزامن مع ذلك، أطلقت مؤسسة مرسال للعمل الطبي أيضا حملة للتبرع بالـدم في مقرها الرئيسي بالعاصمة القاهرة، بدأت أمس الجمعة، وتستمر حتى اليوم السبت.
وأعلنت مؤسسة “مصر الخير” تنظيمها أمس الجمعة حملة التبرع بالدم في 13 محافظة على مستوى الجمهورية لمساندة قطاع غزة.