لماذا شبه الرسول الجليسين الصالح والسيء بحامل المسك ونافخ الكير؟ سؤال أجابه الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية من بين خواطره في رسالة تأديب الولد.
لماذا شبه الرسول الجليسين الصالح والسيء بحامل المسك ونافخ الكير؟
ففيما يتعلق بـ احترام الشيخ في الباطن، حذر عاشور قائلا: “إياك أن تكون مريضاً نفسياً مع الشيخ بحيث تقبله في الظاهر ولا تقبله في الباطن ، حتى لا تتسم بالنفاق”، لافتا إلى أن معنى النفاق هو مخالفة الظاهر للباطن.
وأضاف: إذا شعرت بشيء من النفاق، فاذهب إلى الشيخ وقل له: أنا لم أفهم قول حضرتك يا سيدي، وإذا حصل معك شيء من مخالفة الظاهر للباطن عندك ، فاترك الشيخ في هذا الوقت حتى لا تتسم بالنفاق، إلى أن يوافق ظاهرك باطنك، مستطردا: لو فتشت كثيراً في دقائق الأمور مع الشيخ أو مع زوجتك أو مع أولادك فلن يتحملوك، لن يتحملك في دقائق أمورك إلا ربك، لذلك قالوا : تسعة أعشار العبادة في التغافل، فلا تتدخل في دقة وتفاصيل كل شيء.
أما عن الصاحب، فقال هو كل قرين بالمقارن يقتدي (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ) على شاكلتهِ أي هيئته وصفته ونموذجه وشكله، واجعل لنفسك حرزًا عن صاحب السوء ، لكي لا تُعْدَى من صاحب السوء، واحترس منه.
وفي بيان من هو صاحب السوء؟، قال: هو الذي من سرت معه كثيراً ، لمصاحبتهِ السوء كثيراً سمى صاحب السوء، ومنه قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (مثل الجليس الصالح والسوء ، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك : إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ، ونافخ الكير : إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة).
وجوابا على سؤال: لماذا شَبَّهَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الجليس الصالح والجليس السوء بحامل المسك ونافخ الكير ؟، قال إن المسك جزء من الأشياء التي في الجنة، والكير هذا صفة من صفات أهل النار، وإذا رأيت صاحب النميمة أو الحسد فلا تجالسه.
وشدد: لا تجلس إلا مع من ينهضك حاله ويدلك على الله مقاله ، حتى قالوا : ( لا يأكل طعامك إلا تقي)، وحاول أن لا تدخل بيتك إلا تقي ولا تجالس إلا تقي.
وتابع: عامل أبناءك بالمتابعة وليس بالمراقبة والتفتيش: مَن يجالسون؟ ومن يصاحبون؟، وفي معنى الغيبة، قال:هي ذكرك أخاك بما يكره إن كان فيه ما تقول.
ومن بين رسائل الدكتور مجدي عاشور التالي:
1-إن نزعت ستر أخيك بالغيبة نزع الله سترك بين الناس.
أما النميمة: هي نقل الكلام بين الناس للإيقاع بينهم، وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم:( لا يدخل الجنة نمام).
2-إياك أن تكون الصفة السيئة صَنعة لك ، ولكن اجعل الصفة الطيبة صنعة منك.
3- رأيت واحدا فقط لا يتكلم إلا إذا كُلِّم ولا يذكر أحدا بسوء ، ولم يقع في الغيبة أو النميمة ، شخص واحد فقط فيمن عاصرتهم وهو من آلاف مؤلفة ، وتجده غالبًا في مقام الصمت.
4-إياك أن تكون الصفة المذمومة صفة وسجية لك.
5-من الممكن أن تخطئ ولكن ارجع وتُبْ إلى الله (وخير الخطائين التوابون)
6-المطيع تابعا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والعاصي تابعاً لشياطين الإنس والجن.
7- إن أخلص المطيع في تبعيتهِ لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصبح متبوعًا لأنه وارث محمدي على أثر وقدم سيدنا النبي.
8-هنيئا لمن كانت معصيته قاصرة عليه ، وهنيئا لمن كانت طاعته متعدية إلى غيرهِ.
9-يجب أن لا تكون على قلبك ولاية إلا لله سبحانه وتعالى.
10-إن ملأت قلبك بواردات الرحمن، قصُرت عن قلبك ولاية الشيطان.
11-شياطين البشر أخطر من شياطين الجن.
12-الله تولى عنك شياطين الجن بالاستعاذة، أما شياطين الإنس لابد من التفتيش عنهم لأنهم من بني جنسك.
13-إذا خفتَ من شياطين الإنس والجن اقرأ: (المعوذتين)
14 -هل يكون للمطيع ولاية عليك؟ نعم (ولاية الشيخ) ولكنها ولاية مقيدة لأن الولاية المطلقة لله سبحانه وتعالى ، فولاية الشيخ مقيدة بالكتاب والسنة.
-
15-نظف قلبك بعدم مجالسة صاحب السوء، وصَفِّ قلبك من كل دنس.
16-إذا كتب الأصولي في العلوم أو في التصوف فخذ كلامه بمعيار دقيق، فإن كل لفظة لها معنى، ولذلك اختيارها دون غيرها .
17-أكبر لوثة من لوثات الشيطان حب الدنيا.
18-شيخك هو من يحافظ عليك حتى لا يدخل حب الدنيا في قلبك.
19-رأيت شيخنا يقول لأحد الأشخاص وكنت معه :
قال له الشيخ: يا فلان أريدك أن تترقى. فقال له هذا الشخص: ماذا أفعل يا مولانا. قال له الشيخ: أخرج حب الدنيا من قلبك. فقال له: ساعدني يا مولانا. قال له الشيخ: أنت من تختار. قال الشخص: كيف ؟قال الشيخ : بقرار منك . فخرج الرجل وقال لي : ماذا أفعل؟ فقلت له : كان يجب أن تقول له: (الآن أخرجتها يا مولانا) .