يواجه المتضامنون مع فلسطين في عدد من الدول الأوروبية قيودا وحظرا وتدخلا من قبل قوى الأمن والسلطات لمنع التظاهرات والمسيرات، وصل إلى حد حصول اعتقالات وإيقافات.
وبينما لا توجد أي قيود أو حظر على المظاهرات المؤيدة لإسرائيل، نُظمت المظاهرات المؤيدة لفلسطين في ظل حراسة مشددة من الشرطة وتدخل عنيف من قبلها.
واستخدمت قوى الشرطة في عدد من الدول الغاز المدمع، مع إطلاق تحذيرات لمن يخرج عن المسارات المحددة للتظاهر بأنهم سيتعرضون للإيقاف.
بريطانيا
في لندن، تجمّع عشرات الآلاف السبت الماضي أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” لإظهار التضامن مع فلسطين، والاحتجاج على موقف الحكومة البريطانية الصامت تجاه حقوق الفلسطينيين.
وأعلنت الشرطة، في بيان قبل الاحتجاج، أنه لن يسمح بأن تتم المظاهرة خارج المسار المحدد لها، وفي محيط السفارة الإسرائيلية في لندن، وقد يتم تنفيذ اعتقالات في حال الخروج عن هذا المسار.
واتخذت الشرطة إجراءات أمنية واسعة النطاق على الطريق الذي يبلغ طوله نحو 2.5 كيلومتر بين مبنى هيئة الإذاعة البريطانية في لندن، وبين شارع “داونينغ ستريت” حيث يقع مكتب رئيس الوزراء، كما أغلقت الشارع الذي تقع فيه السفارة الإسرائيلية أمام حركة المرور.
وشددت الشرطة الإجراءات الأمنية بعد مسير بعض المجموعات إلى ميدان “ترافالغار” ومحيط السفارة عقب انتهاء مسيرة دعم فلسطين، وكان هناك توتر بين الشرطة والمتظاهرين حيث حصلت اعتقالات في الميدان.
وأعلنت شرطة لندن لاحقا، في بيان لها عقب المظاهرة، اعتقال 15 شخصا في مسيرة التضامن مع فلسطين.
ورغم إعلان وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أن التلويح بالعلم الفلسطيني قد لا يكون قانونيا في بعض الحالات في البلاد، فقد شوهد العديد من المتظاهرين وهم يحملون الأعلام الفلسطينية.
فرنسا
في الأيام الأولى من التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني، سُمح بالمظاهرات المؤيدة لإسرائيل في مدينتي باريس وستراسبورغ الفرنسيتين، في حين تم حظر مظاهرات التضامن مع فلسطين بشكل متكرر من قبل السلطات المحلية في باريس وستراسبورغ وليون ومرسيليا بزعم أنها تشكل خطر الإخلال بالنظام العام.
واعتقل 13 شخصا في ستراسبورغ، و4 أشخاص في مرسيليا، وشخص واحد في ليون، حيث نظمت مظاهرات تضامنية مع فلسطين رغم الحظر المفروض.
وبعد أن بدأت المظاهرات المؤيدة لفلسطين بالانتشار في جميع أنحاء البلاد، حظرت الحكومة الفرنسية بقرار جميع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين بزعم أنها يمكن أن تخل بالنظام العام.
ورغم قرار الحظر، فإن مظاهرة نظمت لدعم فلسطين في باريس في اليوم الذي اتخذ فيه القرار، وتدخلت الشرطة بغاز الفلفل والمياه ضد المؤيدين للفلسطينيين خلال المظاهرة.
وفي مظاهرة أخرى نظمت بعد يومين بالعاصمة الفرنسية، أوقفت قوات الأمن المتظاهرين الذين كانوا يحملون الأعلام الفلسطينية ويضعون الكوفية حول أعناقهم، وفرضت غرامات على ما مجموعه 752 شخصا.
وردت “جمعية الحركة من أجل فلسطين” العاملة في فرنسا على قرار الحكومة بمنع المظاهرات المؤيدة لفلسطين، حيث صعدت الأمر وقررت الطعن في القرار أمام محكمة الدولة.
ألمانيا
في العاصمة برلين لم يكن المشهد مختلفا كثيرا، ومع بدء التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني، منعت شرطة برلين مظاهرات التضامن مع الفلسطينيين منذ 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ورغم الحظر الذي فرضته الشرطة، تجمهرت مجموعة، بينها فلسطينيون، أمام بوابة براندنبورغ التاريخية وسط المدينة السبت الماضي، مطالبين بوقف الحرب وفرض السلام.
وطلبت الشرطة من المتظاهرين مغادرة الساحة بحجة أن المظاهرة محظورة، في حين ذكر الناشطون أن قرار منع المظاهرة لم ينشر إلكترونيا، وطلبوا الاطلاع على النسخة المكتوبة من قرار المنع.
وفي الوقت نفسه، أبلغ المتظاهرون الشرطة أنهم سينظمون مظاهرة سلمية وأنهم يريدون فقط إسماع صوتهم. وردد المتضامنون الذين واصلوا تظاهرهم حتى صدور القرار المكتوب، عدة هتافات من بينها “أوقفوا القصف” و”الحرية لفلسطين”، كما وضع المتظاهرون صور الأطفال الذين قتلوا في غزة على الأرض.
وبعد فترة، صدر إعلان من سيارة الشرطة بمنع المظاهرة، وأن على المتظاهرين مغادرة المنطقة، وبعد ذلك اعتقلت الشرطة العديد من المتظاهرين، وغادر البقية المنطقة.
كما تم حظر مظاهرة أخرى كان من المقرر تنظيمها في اليوم نفسه في برلين، في وقت شارك فيه نحو 750 شخصا في مظاهرة بمدينة فرانكفورت، حيث أوقفت الشرطة لفترة وجيزة 100 شخص بحجة التحقق من الهوية.
وفي المظاهرة التي جرت في مدينة كولونيا، سمحت الشرطة لها بسبب قلة عدد الفلسطينيين الذين تظاهروا ضد الإسرائيليين، كما شارك في المظاهرة أبناء الجالية التركية والجالية المسلمة، ورفعت فيها الأعلام الفلسطينية.
والأحد الماضي، لم يسمح لنحو ألف شخص تجمعوا في برلين بالتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين، وطلبت الشرطة من المتظاهرين مغادرة الميدان بحجة أن المظاهرات محظورة، في حين وقعت اشتباكات بين الحين والآخر بين المتظاهرين والشرطة، التي اعتقلت العديد من المتظاهرين الذين قاوموها.
هولندا
أما في هولندا، فقد فجّر اعتقال 3 أشخاص خلال مظاهرةً مناصرة لفلسطين أقيمت في العاصمة الهولندية أمستردام، وشارك في المظاهرة قرابة 15 ألف شخص تجمعوا في ساحة بأمستردام، وساروا باتجاه غرب المدينة.
وخلال المظاهرات تم توقيف 3 أشخاص رفع أحدهم راية حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين قاوم الاثنان الآخران الشرطة بتغطية وجهيهما.
وتم تغيير مسار المظاهرة تحت ضغط من السلطات الهولندية، وأعرب مسؤولون في الجمعيات الفلسطينية التي نظمت المظاهرة عن خيبة أملهم إزاء تغيير مسارها.
وسبق أن أعلن رئيس وزراء الحكومة المؤقتة الهولندية مارك روته، في بيان له أمام مجلس النواب، أن البلديات ستتدخل ضد المظاهرات المؤيدة لحماس.
وكان روته قد صرح بأن للفلسطينيين الحق في التظاهر في هولندا، لكن التصريحات المؤيدة لحماس في المظاهرة غير مقبولة.
سويسرا
جرت مظاهرات مؤيدة لفلسطين وسط إجراءات أمنية مشددة في العاصمة برن ومدينة جنيف، في حين لم يُسمح بالمظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في بازل وزيوريخ.
ولليوم الحادي عشر، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها وأسقطت آلاف الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين.