يصادف اليوم ذكرى ميلاد الفيلسوف الإغريق أفلاطون، امتازت فلسفة أفلاطون ونظرياته بتأثيرها العميق، وهوالأب المؤسس للمثالية الموضوعية، والفلسفة الروحية، وفي النقاط التالية استعراض لبعض جوانب فلسفته:
كان لافلاطون نظرية تسمي “ نظرية المثل” ووفقًا لهذه النظرية، فإن هناك عالمًا غير مادي من الأشياء المادية والأفكار؛ أي أن جميع الأفكار والأشياء في العالم الحقيقي (العالم المادي) هي نسخة لمثيل لها في العالم غير المادي.
وكان يكتب أفلاطون فلسفته على شكل حوارات و تتضمن تلك الحوارات نقاشًا بين مجموعة من الشخصيات يقدمها أفلاطون، وتتناوب هذه الشخصيات في طرح الأسئلة على بعضها، وتطرح الحجج والأفكار الجديدة بخصوص مختلف المواضيع، كما أنها تختلف فيما بينها في بعض الأحيان.
قدم أفلاطون معلمه سقراط في الكثير من الحوارات كشخصية رئيسية ليحاور اشخاص لديهم افكار فير منطقية ويتحدث خلالها معهم عن أفكارهم بخصوصها، ولا بد من الإشارة إلى أن هناك أربعة حوارات كتبها أفلاطون عن الأيام الأخيرة لسقراط، وعرض فيها، على لسان معلمه، الحجج التي يدافع بها عن نفسه، قبل تنفيذ حكم الإعدام.
يعتبر كتاب الجمهورية من أهم أعمال أفلاطون، والذي طرح من خلاله تصوره بخصوص المدينة الفاضلة، بالإضافة إلى آرائه بخصوص السعادة، وعلاقتها بتحقيق العدل في المجتمع، والطريقة التي يؤثر من خلالها الظلم أو العدالة على حياة الأفراد، وتطرق أفلاطون في كتاب الجمهورية كذلك إلى فكرة مهمة للغاية؛ ألا وهي فكرة “الملك الفيلسوف”، حيث اعتبر أن الحاكم المثالي لا بد أن يكون فيلسوفًا، وأن الحكام يجب أن يصبحوا فلاسفة، وأن الفلاسفة يجب أن يصبحوا حكامًا.
وبخصوص فلسفته في الحياة، اعتبر أفلاطون أن السبب وراء انحدار حياة البشر يتمثل في أنهم لا يمنحون أنفسهم الوقت الكافي للتفكير أو وضع الخطط المدروسة بعناية، واعتبر أفلاطون أيضًا أن هذا ما يؤدي بالبشر إلى الدخول في علاقاتٍ خاطئة، واختيار مهنٍ ليست مناسبة، وتبني قيماً ليس صحيحة.
أما بخصوص آرائه عن روح الإنسان وجسده؛ فقد ذكر أفلاطون في العديد من حواراتهِ أن عقل الإنسان هي ذاته الحقيقية، وأنّ هذا العقل هو ما يمثل الروح، والتي يمكن فصلها عن جسده، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنّ أرسطو، تلميذ أفلاطون، اعتبر على عكس معلمهِ أنّ الإنسان يتكون من الروح والجسد، وأنه لا يمكن فصل الروح عن جسد الإنسان.
وبالنسبة لموضوع الموت فقد ذكر أفلاطون أن روح الإنسان خالدة، وتبقى موجودةً، بالمعنى الروحي، بعد تعرض الجسد للفناء، وقد ذكر أيضًا أن البشر يجب أن ينظروا إلى الموت على أنه إنجاز للحياة، واعتبر أن خوفهم من الموت من الأمور الطبيعية التي يختصون بها وحدهم مقارنة ببقية الكائنات الحية.