الكثير من الأشخاص لا يميز أو يفرّق بين المبعث النبوي والإسراء والمعراج، ويعتقد الكثير أن المبعث هو نفسه الإسراء والمعراج إلا أنهما يختلفان عن بعضهما البعض بشكل كبير.
الفرق بين المبعث والإسراء والمعراج
المبعث النبوي هو الليلة التي أنزل الله تعالى بها جبريل -عليه السلام- على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وذلك عندما كان يتعبد في غار حراء، ونزل بها آيات من سورة العلق، بينما ليلة الإسراء والمعراج هي الليلة التي أسرى بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وصلى فيها مع الأنبياء، ومن ثم عرج به جبريل -عليه السلام- إلى السماء حتى صعد إلى السماء السابعة ورأى الله عز وجل.
المبعث النبوي
كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يذهب إلى غار حراء باستمرار للتأمل والتفكّر في ما يفعله قومه من عبادة الأصنام، وكيف يتخذون أكثر من إله واحد له، وحتى يبتعد عن جميع ممارساتهم وعباداتهم التي لم يصدقّها أو يؤمن بها يومًا، وكان يقضي شهر رمضان كاملًا في غار حراء وكانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- تأتي له بالطعام والشراب أثناء عزلته.
وعندما بلغ الرسول -عليه الصلاة والسلام- الأربعين من عمره في ليلة 27 من رمضان نزل عليه الوحي جبريل -عليه السلام-، وقال الرسول عن نزول الوحي: “فقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ (2) اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ} [العلق: 1- 3] “.
قد كان موقفًا عظيمًا وصعبًا على الرسول، ونزل من الغار وتوجه إلى بيته وهو يرتجف ويقول “زملّوني زملّوني”، واستقبلته خديجة وطمأنته وهدأت من روعه، حتى أخبرها بما حدث، وبدأ في نشر الدعوة الإسلامية حسب ما أنزلها عليه الوحي.
الإسراء والمعراج
حادثة الإسراء والمعراج من المعجزات التي حدثت للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث أخذه جبريل -عليه السلام- في الليل من البيت الحرام على دابة البُراق وأوصله إلى المسجد الأقصى، وأتى له جبريل بإناء فيه خمر وآخر فيه لبن، واختار الرسول -عليه الصلاة والسلام- اللبن، وعندها قال له جبريل اخترت الفطرة، وصلّى الرسول بالأنبياء إمامًا، وهي حادثة الإسراء.
بعد ذلك عرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات، وكلما مر بسماء رحّب أهلها به، والتقى أحد الأنبياء أو أكثر، وكل نبي كان يقرّ بنبوته حتى وصل إلى سدرة المنتهى ولقي الله عز وجل، وهناك عندما فرض الله تعالى الصلوات، وقد كانت بالبداية 50 صلاة ومن ثم خففها الله تعالى حتى أصبحت 5 صلوات.