قد يتوهم البعض أن سيناء صندوق من الرمال لكن في الحقيقة هي صندوق من الذهب، ومن يتحكم فيها سيتحكم في الشرق الأوسط كله، هكذا قال المؤرخ جمال حمدان في كتابه سيناء بين الجغرافيا والسياسة.
يعتمد وزن أي إقليم على عاملين الأول أهمية الموقع الجغرافي، والثاني ما يحتويه من موارد وإمكانيات أو أهميته الاقتصادية، من هنا يتضح أن تنمية سيناء واجب وطني مقدس وحق أصيل للمصريين.
تغير الوضع في سيناء بعد إنفاق الدولة المصرية 610 مليارات جنيه لتحقيق التنمية الشاملة في كل أرجائها، ويعتبر ما تم إنجازه في سيناء خلال السنوات التسع الماضية، من مشاريع تنموية وخدمية واستثمارية وأخرى تتعلق بالبنية التحتية، غيرت من شكل الحياة تماما وربطت سيناء بمدن الدلتا.
تنمية سيناء تقلق إسرائيل
تعتبر استراتيجية تنمية سيناء في غاية الأهمية، وهو ما قد يغيب عن كثيرين، ومصدر قلق للداخل الإسرائيلي، خاصة أن تعمير سيناء يعني انتقال ملايين المصريين للعيش هناك، وهو ما ستحاول إسرائيل منعه؛ خاصة أن سيناء تشغل حيزا كبيرا في التفكير الإسرائيلي.
التوسع في تنمية سيناء بشكل شامل أو استغلال ثرواتها يعني زيادة الكتلة السكانية في شبه الجزيرة، وإسرائيل ترى أن هذا الأمر ليس في مصلحتها، وهو ينتبه إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي جيدًا، وبدا واضحا في كلمته أمس الأربعاء مع المستشار الألماني، التي جاءت في توقيت مهم للغاية وكان الرئيس في غاية الحسم والردع، وقطع الطريق على كل المحاولات التى تستهدف استدراج الدولة المصرية فى هذه الأزمة أو النيل من السيادة المصرية، وقال “إنه إذا كان من الضروري نقل مواطني قطاع غزة إلى خارجه حتى انتهاء العمليات، فيمكن لإسرائيل نقلهم إلى صحراء النقب، لكن فكرة تهجيرهم ونقلهم إلى سيناء أمر مرفوض تماماً ولن يسمح به شعب مصر وقواته المسلحة وقيادته السياسية مهما كان الثمن”.
سيناء.. أرض الفيروز
تبلغ مساحة سيناء نحو 61 ألف كيلومتر مربع، تمثل نحو 6 % من مساحة مصر الإجمالية، وهي امتدادها في القارة الآسيوية، وتشتهر سيناء بأنها الأرض التي تلقى فيها النبي موسى الوصايا من الله، فضلا عن أنها شهدت رحلة عائلة المسيح إلى مصر. كما أن شبه جزيرة سيناء غنية بالثروة المعدنية من بترول ونحاس وفوسفات وحديد فضلا عن تنوع السياحة بها من سياحة ترفيهية ودينية وعلاجية.
الخطة التنموية لشبه جزيرة سيناء تم إعدادها بالتعاون مع جميع الوزارات المختلفة، وتم الوضع فى الاعتبار ما يتم تنفيذه من مشروعات لمختلف الوزارات، سواء المشروعات الصناعية، أو الزراعية، أو السياحية.
تستهدف مصر ترسيخ مظاهر الحياة الطبيعية في سيناء، واستئناف الخدمات والأنشطة العامة بجميع المرافق، وتقديم الحوافز التشجيعية لجذب المستثمرين.
أولويات الرئيس السيسي
حدد الرئيس السيسي أولاوياته، منذ بداية حكمه خاصة أن البلد كانت متأخرة في كثير من الملفات، خاصة الإرهاب وملف الاقتصاد ومعيشة الناس، وبدأ بطلب تفويض الشعب لمواجهة الإرهاب المحتمل ونزلت الملايين للشوارع وأدوا التفويض للرئيس السيسي وبدأت معركة الدولة مع الإرهاب ودفعت الدولة من أرواح شبابها لعودة الأمن، وعرفت مصر الهدوء بعد سنوات من الفوضى والتهديدات، ثم ركز الرئيس السيسي على الاقتصاد، وأيقن أن “مفيش اقتصاد حقيقي من غير بنية تحتية”، بداية من الطرق والمواصلات والطاقة والكهرباء وحدثت طفرات كبيرة في ملف البنية التحتية، وبعدها ركز الرئيس السيسي على اكتشاف موارد مصر وظهرت حقول الغاز والبترول وتحولت مصر لمركز دولي للطاقة وثم اهتم بالموانئ واللوجستيات واستغلال موقع مصر الجغرافي لتحويلها لمركز مهم للتجارة الدولية، إضافة إلى مشروع قناة السويس الجديدة، وبعدها اقتحمت الدولة مجال استصلاح الأراضي وبناء المجمعات الصناعية الحديثة، وظهرت طفرة في قطاعات الاقتصاد والمدن الذكية وغيرها من آلاف المشروعات القومية، وهو ما جعل مصر تقفز في كل المؤشرات الدولية وتوقعات بأن تكون غول اقتصادي قريبا، وهو وضع ينبغي الحفاظ عليه بكل الطرق والسعي إلى استكماله.
موقف مصر من الأوضاع في غزة
جاء موقف مصر من الأوضاع في غزة مشرفًا، وكلمات الرئيس السيسي كانت قوية تعكس قوة مصر ودورها المؤثر في المنطقة والعالم، وهو ما ظهر جليًا من خلال عشرات الاتصالات من جميع قادة العالم بالرئيس السيسي؛ لقدرة مصر على تغيير دفة الأمور بجانب وقوف الرئيس السيسي بقوة ضد مخططات إبادة وتهجير الفلسطنيين وتعليماته بتحضير مساعدات عاجلة للشعب الفلسطيني.
كان الرئيس السيسي على مستوى الحدث وقدم أداءً حاسمًا في واحدة من أهم أخطر الأزمات التي تتعرض لها مصر منذ سنوات طويلة في ملف القضية الفلسطينية، وأكد أن سيناء خط أحمر.