رصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، ما وراء الكواليس ومراحل ترميم المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية، والذى أنشىء عام 1892، ويعد أقدم مبنى في الشرق الأوسط يصمم معماريًا لوظيفة المتحف، وليعرض مجموعة واسعة من الآثار التى تم العثور عليها في الإسكندرية وما حولها، وهي معظمها آثار من العصرالبطلمي والعصر الروماني.
تم تسجيل المتحف ضمن الآثار الإسلامية والقبطية بمنطقة آثار الإسكندرية والساحل الشمالي بقرار من رئاسة الوزارء سنة 1983، والمتحف في البداية كان يتكون من دور واحد و 11 قاعة عرض.
إغلاق المتحف
وقال ريحان إنه في عام 2005 صدر قرار إغلاق المتحف بسبب تدهور حالته الإنشائية، وبدأت أعمال الترميم عام 2009 لتتوقف مرة أخرى عام 2011 في أحداث يناير.
وأوضح أنه في عام 2018، وطبقا للبروتوكول المبرم بين وزارة الآثار والهيئة الهندسية، قامت إدارة الأشغال العسكرية بالبدء في أعمال الترميم للمتحف، وكلفت مكتب مصر للاستشارت لصاحبه الدكتور مختار صديق لكونه بيت خبرة هندسىيا متخصصا فى ترميم وتأهيل المبانى الأثرية والتراثية للعمل كاستشاري مصمم ومشرف على تنفيذ الأعمال الذى قام بتشكيل مجموعة عمل برئاسة المهندس سعد العوضى، مدير المشروعات، والمهندس أحمد قابيل، مدير التصميمات، والمهندس محمد جابر خليفة، مدير الإشراف على التنفيذ مع مجموعة من أكفأ المهندسين، لتبدأ الأعمال على أرض الواقع بتحديات كثيرة بسبب وجود مشاكل إنشائية كثيرة في الحوائط والحجر والأسقف، بالإضافة إلى حدوث انهيار لبعض الحوائط الأثرية المطلة على الواجهة الجنوبية نتيجة انهيار مبنى محافظة الإسكندرية الملاصق للمبنى في أحداث يناير.
وأضاف: “بدأت أعمال الترميم بإجراء التحاليل والاختبارات على أنواع الأخشاب المستخدمة والأملاح والإصابات الفطرية بها، واختبارات المعادن واختبارات لمكونات المواد لتحديد المواد الأصلية المستخدمة قديمًا حتى يمكن استخدم مثيلتها في الترميم الحالي”.
وتابع: “كما تم البدء الفوري في أعمال التوثيق المعماري والفوتوغرافي للمبنى قبل البدء و أثناء و بعد الانتهاء من الأعمال، ومن أكبر التحديات التي تمت مواجهتها هي زيادة مساحة العرض لاستيعاب حجم المعروضات الهائل، وكذلك إضافة أنشطة جديدة ملحقة بالمتحف حيث قام المكتب الاستشارى بعمل تصميم جديد للمتحف ليصبح مركزًا علميًا و ثقافيًا لحضارات البحر المتوسط بإضافة طابق جديد ليتكون المتحف من دورأرضي ودور أول، كما تمت إضافة دور ميزانين فى جزء من المبنى دون المساس بأثرية المبنى”.
وأشار إلى أن المتحف بعد الترميم أصبح يتكون من 22 قاعة عرض متحفى في الدور الأرضي، و3 قاعات عرض بالدور الأول وحديقة متحفية ومركز لحفظ وترميم الآثار ومركز آخر لبحوث العملة، كما يضم المتحف مخازن للآثار وقاعة للدارسين وقاعة للأرشيف وقاعة جبسوتيكا، وكذلك مكتبة متخصصة بها قسم خاص للكتب النادرة وقاعة محاضرات وأجزاء استثمارية.
أنظمة حديثة
وذكر ريحان أنه بعد الانتهاء من التحديات الإنشائية التى واجهت العمل فى ترميم المبنى وزيادة حجمه بدأت مرحلة التشطيبات، وهى من أكبر التحديات فى المشروع لاستخدام مواد مماثلة للمواد الأصلية بالمتحف، وكذلك لعمل صياغة جديدة للعرض المتحفى تتماشى مع أحدث الطرق العالمية فى العرض، كما تم عمل تصميم لجميع أنظمة الإضاءة والصوتيات لتكون ملائمة لطرق العرض الحديث وبما لا يسبب أي ضرر للمعروضات، كما تم عمل نظام مكافحة الحريق بنظام الشبورة المائية لتكون ملائمة لمتحف يعرض قطع أثرية داخل وخارج الفتاريين، وقد تم الانتهاء من جميع الأعمال، كما تم افتتاح المتحف في أكتوبر 2023.