تعتمد إسرائيل اعتماداً شبه كامل على واردات النفط، وعطلت الحرب على غزة ميناء الاستيراد الرئيسية المطلة على البحر المتوسط.
غير أن لديها خطة بديلة قديمة تتمثل في الاستعانة بخط أنابيب طوله 254 كيلومتراً (158 ميلاً) يربط الساحل الضئيل لإسرائيل على البحر الأحمر بمصافي تكرير النفط في البلد.
أُنشئ خط أنابيب إيلات-عسقلان في أواخر الستينيات من القرن الماضي بصفته مشروعاً مشتركاً مع إيران ما قبل الثورة، والتي كانت علاقتها بتل أبيب مختلفة كلياً عما عليه الحال الآن. بالنسبة إلى إسرائيل، وفر الخط العابر لصحراء النقب سبيلاً لاستيراد النفط من إيران بمنأى عن قناه السويس، كما أتاح لإيران أن تتجاوز المرور بالقناة عند نقل النفط وإعادة تحميله في الموانئ الإسرائيلية المطلة على البحر المتوسط، وتصديره إلى العملاء في أوروبا .
حالياً، يمكن لشبكة خط الأنابيب، التي تملكها شركة “يوروب آسيا بايبلاين” (Europe Asia Pipeline)، العمل في كلا الاتجاهين، وقادرة على نقل النفط والوقود. وعند وصولها إلى عسقلان، توجد أنابيب متاخمة يمكنها نقل النفط إلى مصافي التكرير الإسرائيلية في أشدود وحيفا.
الواردات تعود إلى إيلات مجدداً
الموقع الاستراتيجي لخط الأنابيب جعله مفضلاً لدى تجار النفط، فكانت “ترافيغورا” (Trafigura) من الشركات التجارية التي استخدمت الخط لنقل صادرات النفط ذات الطابع السياسي الحساس من كردستان في شمال العراق، جنوباً إلى سوق النفط العالمية، وفقاً لكتاب “العالم للبيع” (The World for Sale) الذي ألفه الكاتبان في “بلومبرغ” خافيير بلاس وجاك فارتشي.
النفط بصدد تسجيل ثاني مكاسبه الأسبوعية و”برنت” يتخطى 93 دولاراً
في السنوات الماضية، تراجعت الواردات المتجهة إلى ميناء إيلات القابع على الشريط الساحلي الإسرائيلي في أقصى شمال خليج العقبة، نظراً لأن إسرائيل تحصل على معظم احتياجاتها من النفط عبر البحر المتوسط من الدول المُصدرة في البحر الأسود، مثل كازخستان وأذربيجان، لكن ذلك الوضع قد يتغير.
أبحرت ناقلة النفط “سي فيوليت” إلى شمال خليج العقبة هذا الأسبوع محملة بأكثر من مليون برميل نفط من أزربيجان عبر قناة السويس.
تُرجح زيادة الرحلات البحرية المشابهة، وسط تزايد المخاطر المحيطة بنقل النفط إلى عسقلان ومحطة استيراد أخرى في حيفا نتيجة للاشتباكات في قطاع غزة.