أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن إسرائيل رفضت استلام رهينتين دون مقابل، وتزامن هذا الإعلان مع مظاهرة في تل أبيب لذوي الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة تطالب بالإفراج عن ذويهم.
وأعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام أنهم كانوا يعتزمون إطلاق سراح رهينتين أخريين “لأسباب إنسانية” لكن إسرائيل رفضت استقبالهما، وأضاف في بيان مقتضب أن الكتائب أبلغت قطر أمس الجمعة بعزمها إطلاق سراح الرهينتين.
وجاء في البيان “قمنا بإبلاغ الإخوة القطريين مساء أمس أننا سنطلق سراح (رهينتين) لأسباب إنسانية قاهرة ودون مقابل… إلا أن حكومة الاحتلال رفضت استلامهما”. وذكر اسم الرهينتين وأرقام بطاقتيهما.
من جهته، قال زاهر جبارين مسؤول ملف الأسرى في حماس للجزيرة إن عرض الحركة الإفراج عن الأسيرتين يأتي وفق أخلاق المقاومة.
وقال مراسل الجزيرة في غزة إن الاتفاق مع قطر كان يتضمن الإفراج عن 4 أسرى، وإن الحكومة الإسرائيلية رفضت استلام الرهينتين الأخريين.
فيما قال مراسل الجزيرة في تل أبيب إن إسرائيل ترى في هذه الخطوة ممارسة لحرب نفسية من قبل كتائب القسام ومحاولة منها لتقسيط الإفراج عن الأسرى المدنيين من أجل التأثير على التحركات العسكرية من ناحية، ومن ناحية أخرى التأثير على مسار فتح الممر الآمن والمساعدات الإنسانية.
وحسب المراسل فإن إسرائيل تضع في اعتبارها أن حربا نفسية كبيرة ستمارس على ذوي الأسرى، وهو ما يدفع إسرائيل لمحاولة التقليل من شأن هذه الخطوات وعدم التعاطي معها حتى من قبل الإعلام.
وكانت كتائب القسام قد أفرجت أمس عن أسيرتين أميركيتين هما أُم وابنتها وسلمتهما للصليب الأحمر في غزة الذي سلمهما بدوره لإسرائيل.
مظاهرات ذوي الأسرى
تزامن إعلان أبو عبيدة مع تظاهر المئات من عائلات الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، مطالبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتنحي واعترافه بالفشل وإعادة أبنائهم إلى غزة.
وقال مراسل الجزيرة إن من المتوقع أن تتصاعد هذه المظاهرات في قادم الأيام حيث ترى عائلات الأسرى أن الحكومة الإسرائيلية لا تفعل الكثير للإفراج عن ذويهم، كما أنها لا تضع هذا الأمر هدفا رئيسيا ضمن أهداف الحرب.
وأشار إلى أن مخاوف أهالي الأسرى تأتي بعد أن تحدث أكثر من مسؤول سياسي وعسكري عن أهداف الحرب ولم يذكروا قضية الأسرى كأحد أهدافها.
ومما زاد من مخاوفهم ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عندما تحدث عن أهداف الحرب دون التطرق إلى مسألة الأسرى.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس تخشى عواقب أي تدخل بري في الأيام المقبلة.
وأشارت إلى أن المفاوضات المتعلقة بالمحتجزين تشكل موضوعا حساسا بقدر ما هو سري.
وأكدت الصحيفة أن عائلات المحتجزين تعلق آمالها بدور دول بينها قطر في التوصل لإطلاق مزيد منهم عبر ما تقوم به من وساطات.
في المقابل، أشارت لوموند إلى ما يبدو إستراتيجية حكومة نتنياهو في هذا الملف من خلال تأكيد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن قضية المحتجزين هي جوهر أي نقاش حول إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.