حذّر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما من أن بعض الإجراءات التي اتخذتها تل أبيب في حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد تأتي بنتائج عكسية وتقوّض الدعم الدولي لإسرائيل.
وقال أوباما -أمس الاثنين- إن إجراءات من قبيل قطع إمدادات الغذاء والماء عن قطاع غزة قد “تقود إلى تصلب المواقف الفلسطينية على مدى أجيال” وتضعف الدعم الدولي لإسرائيل.
وانتقد أوباما، في تعليقات نادرة على أزمة سياسية خارجية، الإستراتيجية التي تتبعها تل أبيب في حربها على غزة، ورأى أن أي إستراتيجية عسكرية إسرائيلية تتجاهل الخسائر البشرية للحرب قد تأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف.
وقال الرئيس الأميركي السابق إن قرار الحكومة الإسرائيلية بقطع إمدادات الغذاء والماء والكهرباء عن السكان المدنيين المحاصرين في غزة لا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في القطاع فحسب، وإنما قد يزيد من تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال عديدة، ويقوض الدعم الدولي لإسرائيل، ويصب في مصلحة أعدائها. كما أن من شأنه أيضا تقويض الجهود التي ستبذل على المدى الطويل لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.
وأكد أوباما في منشور بمنصة “ميديوم” على ضرورة التزام الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية بالقانون الدولي، بما في ذلك القوانين التي تسعى إلى تجنب قتل السكان المدنيين أو التسبب في معاناتهم.
وقال إن آلاف الفلسطينيين لقوا حتفهم خلال القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، كثير منهم من الأطفال، وإن مئات الآلاف من سكان القطاع قد نزحوا من منازلهم.
واستنكر أوباما الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وجدد التأكيد على دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه حذر في الوقت نفسه من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون في مثل هذه الحروب.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات لا تتوقف منذ 18 يوما على قطاع غزة، أدت إلى استشهاد 5087 فلسطينيا حتى الآن بينهم 2055 طفلا، وجرح أكثر من 15 ألفا، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الذي أشار إلى أن الاحتلال ارتكب 597 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية، وبلغ عدد النازحين نحو مليون و400 ألف مواطن.