وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” القتلى والجرحى من الأطفال في غزة بأنهم “وصمة عار متزايدة في ضميرنا الجماعي”.
ودعت المنظمة أمس الثلاثاء، إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ودون عوائق إلى غزة.
وجاء في بيان لليونيسف، أنه “على مدى الأيام الثمانية عشر الماضية، شهد قطاع غزة خسائر فادحة بين أطفاله، إذ أفادت التقارير بمقتل 2360 طفلًا وإصابة 5364 آخرين بسبب الهجمات المتواصلة، أو ما معدله أكثر من 400 طفل إما قتل أو أصيب يوميًا”.
انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال
وأكد البيان أن كل طفل في قطاع غزة تقريبًا تعرض “لأحداث وصدمات مؤلمة للغاية، اتسمت بالدمار واسع النطاق، والهجمات المتواصلة، والنزوح، والنقص الحاد في الضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء”.
وقالت أديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، “إن قتل وتشويه الأطفال، واختطاف الأطفال، والهجمات على المستشفيات والمدارس، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، تشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال”.
وتابعت: “اليونيسف تناشد بشكل عاجل جميع الأطراف للاتفاق على وقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح جميع الرهائن، فحتى الحروب لها قوانين، ويجب حماية المدنيين خاصة الأطفال، ويجب بذل كل الجهود لإنقاذهم في جميع الظروف”.
الضحايا في الضفة الغربية
كما أشار بيان اليونيسف إلى أن الضفة الغربية شهدت أيضًا ارتفاعًا مثيرًا للقلق في عدد الضحايا، إذ أفادت التقارير بأن نحو 100 فلسطيني فقدوا حياتهم، من بينهم 28 طفلًا، وأصيب ما لا يقل عن 160 طفلًا بجروح
وأوضح أنه حتى قبل الأحداث المأساوية التي وقعت في 7 أكتوبر، كان الأطفال في الضفة الغربية يعانون أصلًا من أعلى مستويات العنف المرتبط بالنزاع منذ عقدين من الزمن، ما أدى إلى فقدان 41 طفلًا فلسطينيًا حتى الآن هذا العام”.
وقالت أديل خضر، إن “الوضع في قطاع غزة يشكل وصمة عار متزايدة على ضميرنا الجماعي، وإن معدل الوفيات والإصابات بين الأطفال صادمة، والأمر الأكثر إثارة للخوف هو حقيقة أنه ما لم يخف التوتر، وما لم يُسماح بالمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود، فإن عدد القتلى اليومي سيستمر في الارتفاع”.
تشغيل المرافق الأساسية
وأكد البيان أن للوقود أهمية قصوى لتشغيل المرافق الأساسية مثل المستشفيات ومحطات تحلية المياه ومحطات ضخ المياه، إذ تأوي وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة أكثر من 100 طفل حديث الولادة، بعضهم في حاضنات ويعتمدون على أجهزة التنفس، ما يجعل إمداد الطاقة غير المنقطع مسألة حياة أو موت.
وشدد على أن جميع سكان قطاع غزة، الذين يبلغ عددهم نحوالي 2.3 مليون نسمة، يواجهون نقصًا حادًا وملحًا في المياه، ما يشكل عواقب وخيمة على الأطفال، الذين يشكلون نحو 50% من السكان.
وذكر البيان أن غالبية شبكات المياه تأثرت بشدة أو أصبحت غير عاملة بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك نقص الوقود والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية للإنتاج والمعالجة والتوزيع، موضحًا أنه في الوقت الحالي، تبلغ الطاقة الإنتاجية للمياه 5% فقط من إنتاجها اليومي المعتاد.
وقف فوري لإطلاق النار
وقالت اليونيسف إنه للاستجابة للوضع الصعب الذي يعيشه الأطفال في قطاع غزة، فإنها تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية، وفتح جميع المعابر المؤدية إلى غزة من أجل الوصول الآمن والمستدام ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك المياه والغذاء والإمدادات الطبية والوقود.
كما طالبت بالسماح للحالات الطبية العاجلة في غزة بالمغادرة أو التمكن من تلقي الخدمات الصحية الحيوية، واحترام وحماية البنية التحتية المدنية مثل الملاجئ والمدارس والمرافق الصحية والكهربائية والمياه والصرف الصحي، لمنع فقدان أرواح المدنيين والأطفال، وتفشي الأمراض، ولتوفير الرعاية للمرضى والجرحى.