رصدت كاميرا الجزيرة الدمار الهائل الذي ألحقه قصف جيش إسرائيل بمنطقة اليرموك وسط قطاع غزة، وقد ظهر رجال الدفاع المدني يبكون بسبب عجزهم عن إنقاذ أطفال يصرخون تحت الأنقاض.
وأظهرت الصور بنايات وبيوتا سويت بالأرض بينما رجال الدفاع المدني يبحثون عن ناجين تحت الأنقاض بأيديهم ودون أي معدات تذكر، وقد صرخ أحدهم عند العثور على إحدى الناجيات “إنها ثالث امرأة نخرجها من تحت الحطام”.
وأضاف: هذه هي أهداف الاحتلال التي يبحث عنها، إنها تدمير وإبادة للفلسطينيين.. إنهم يبيدون أطفالا ومدنيين لكسر إرادة الشعب الفلسطيني.
وكان مراسل الجزيرة وائل الدحدوح -الذي يتنقل بين الأنقاض- قد صاح فرحا عندما أخرجوا الطفلة قائلا “إنها ما تزال حية.. ما تزال حية” وكان هذا قبل ساعة واحدة من استشهاد 9 من أفراد عائلته في قصف لاحق بينهم زوجته وابنته وابنه وحفيده، بينما ما يزال كثيرون منهم تحت الأنقاض.
ووفقا لما قاله الدحدوح، فإن مربعا كاملا تهاوى على الأرض كأنه ضرب بزلزال حتى إن بعض المنازل اختفت تماما.
لا نعرف ماذا نفعل
وكان المواطنون العاديون يحاولون إطفاء النيران المتبقية من القصف ويجرفون التراب أملا في العثور على أحياء تحته، وقال أحدهم إن هناك 100 شخص مدفونين تحت الركام.
كما قال أحد رجال الدفاع المدني باكيا “لا نعرف ماذا نفعل.. هناك أحياء تحت الأنقاض لا نستطيع الوصول إليهم” مضيفا “أطفال يبكون تحت التراب ونحن عاجزون عن إخراجهم بسبب نقص الإمكانيات”.
وفي جزء من المكان، كانت مجموعة من الشبان يرفعون الحطام بأيديهم، وأكد أحدهم أنهم ظلوا ساعة يستمعون لصوت قادم من تحت الأنقاض لكنه انقطع تماما ولم يعد يجيب على أي نداء.
وتحدث أحد الناجين وهو غارق في دمه، قائلا إن والدته استشهدت، وإنه خرج وأخوه وابنه في حين ما تزال زوجته و4 من أولاده تحت الأنقاض، مضيفا “كنا 26 شخصا في شقة واحدة بالطابق الرابع من البناية”.
وقد تسبب القصف بتسوية سلسلة عمارات ومنازل سكنية بالأرض في حي اليرموك، في إطار سياسة “الأرض المحروقة” التي تعتمدها إسرائيل في حربها على القطاع.